يشير التصعيد الإسرائيلي على مستوى المنطقة، إلى بدء مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني، ولا شك بأن هذه المرحلة سوف تشهد المزيد من التوتر على مستوى الاشتباك القائم حالياً، سواء بين الكيان الإسرائيلي ومحور المقاومة، أو بين محور المقاومة وفلول التنظيمات الإرهابية التي تتكئ عليها حكومة الاحتلال لتنفيذ مشاريعها التوسعية.
على الرغم من الحرب الإرهابية التي تشارك حكومة الاحتلال الإسرائيلي في قيادة دفتها، إلا أن سورية لا تزال متمسكة بموقفها الداعم للمقاومة، لأن الشعب السوري لديه قناعة عميقة بقضية المقاومة، ومن هنا فإن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، لا تنفصل عما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من أعمال قتل يومية بحق الشعب الفلسطيني لمحاولة تصفية وجوده، حيث إن الحصار المتواصل الذي تتعرض له نابلس، واقتحام المدن والقرى الفلسطينية، واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي لمحاولة تغيير الوضع التاريخي فيهما، يعد بمنزلة إعلان حرب شاملة، يهدف من وراءها العدو الصهيوني لتكريس وجوده الاحتلالي اللا شرعي في المنطقة.
جرائم الاحتلال يقابلها ردود فعل طبيعية من قبل المقاومة الفلسطينية، حيث نلاحظ تنامياً مضطرداً في العمليات البطولية التي ينفذها المقاومون في الضفة الغربية، وكلها تسفر عن خسائر بشرية ومادية بصفوف قوات الاحتلال، وهذا له دلالات سياسية وعسكرية، ستفرض معادلات جديدة تؤكد صوابية خيار محور المقاومة ككل، والذي ما زال يشكل العائق الوحيد أمام تنفيذ مشروع تصفية الوجود الفلسطيني، وحكام الاحتلال لا يخفون خشيتهم من اتساع رقعة المقاومة، ولكن من دون أن يدركوا بأن سياساتهم الإجرامية مستحيل أن تجلب الأمن والاستقرار لكيانهم الغاصب، وإنما تعزز أكثر روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، فهو لن يهادن أبداً، ولا يمكن أن يقبل بالاستسلام، وباستمرار الاحتلال.
حكام العدو الصهيوني ما زالوا يراهنون على استغلال حالة الفوضى التي تنوء بثقلها دول المنطقة، جراء الحرب الإرهابية على سورية، لاستكمال مخططاتهم التوسعية، ومحاولة شطب القضية الفلسطينية من الذاكرة، ولكن مواصلتهم اللعب بالنار توشك على حرق كل مشاريعهم الاحتلالية، وتضع أمن كيانهم على صفيح ساخن، حيث ازدياد عمليات المقاومة في الضفة الغربية رداً على جرائم الاحتلال، ترجح بتفجير انتفاضة فلسطينية شاملة تضع العدو أمام مشهد أمني يزلزل كيانه، لاسيما أن مختلف الفصائل الفلسطينية قد توحدت في جبهة واحدة بعيداً عن الانقسام السياسي، وهذا يعطيها قوة مضاعفة في مواجهة الاحتلال، حتى دحره، واستعادة الحقوق المغتصبة.