الذهنية بين النقد والرشد

الثورة – حسين صقر:
غالباً ما يدفعنا الطموح لخوض غمار التجارب دون أن نكترث للنتائج، ولاسيما إذا كان المشروع أو الهدف الذي قررنا القيام به محقق لا محال، وبلوغه أمر في غاية الضمان، واختمرت فكرته، وهيأنا له كل أسباب وعوامل النجاح، ما خلا الظروف الطارئة والتي تأتي من علم الغيب ولا علاقة لنا بها، وهي كما نعلم كثيرة.
قد يكون المشروع سفراً، وقد يكون دراسة أو عملاً إضافياً، أو شراء منزل أو محلاً تجارياً، وهنا تكثر الآراء ويصبح الجميع استشاريون وأصحاب خبرة وتجارب، وكل يدلو بدلوه، لكن للأسف قلائل جداً من يشجعون ويرشدون، والغالبية العظمى ينتقدون ويحذرون من مخاوف، ليست قد تواجهنا وحسب، ولكنهم يجزمون بأن هذا المشروع أو ذاك محكوم عليه بالفشل، ولذلك يبدؤون بكيل النصائح المزعومة لعدم الإقدام عليه والتخلي عنه.
فإذا كان سفراً يقولون: قد لاتوفق وسوف تدفع ما جمعته أو سوف ترتب عليك ديوناً، وإذا كان الهدف العمل في التجارة، يسألونك عن خبرتك في هذا الكار أو تلك المصلحة وأن السوق سوف يبتلعك، وذلك بدلاً من أن يشجعوك ويدفعونك ويزرعون فيك الحماس.
إحدى الفتيات أرادت إتمام تعليمها بعد انقطاع نتيجة الخطبة والزواج والأولاد والعمل، وبمجرد أن المحيطين بها عرفوا بأمرها، انهال عليها اللوم، والكلام المحبط، وذلك من أقرب الناس، ولكن في النهاية لم تلتفت لكلام أولئك وتخرجت من كلية الحقوق، وهي الآن تتدرب عند أحد المحامين وسوف تنتهي من تقديم رسالتها وتمارس مهنة المحاماة بكل جد ونشاط، في وقت أراد آخر أن يسافر ويكوِّن نفسه، وذلك في مرحلة عمرية صغيرة، وكان اللوم دائماً على الأهل من المقربين، عبر زرع الوساوس في رؤوسهم، بأن ابنهم الوحيد لن يقوى على الغربة والابتعاد، وسوف يواجه صعوبات جمة، وهو اليوم في السنة الثانية بالجامعة في بلاد الاغتراب، ويمارس حياته بشكل طبيعي، ويدير حياته بالشكل الأمثل، وفوق ذلك يعمل ويدرس ويساعد أسرته قدر المستطاع وضمن الإمكانية.
حوادث كثيرة، في التجارة والأعمال والتعهدات خاض غمارها أناس بعيدون عن ذلك الاختصاص، ونجحوا وتميزوا.
وأعرف الكثير من هؤلاء الذين دفعهم الطموح لأن يغيروا من حيواتهم، ويدخلون مجالات أخرى إضافية، إما قريبة وتتشابه مع أعمالهم، وإما تختلف مئة وثمانين درجة، ولكن نتيجة التشجيع من الآخرين حققوا الكثير مادياً ومعنوياً وما زالوا.
والسؤال لماذا لا نتخلى عن العقلية الناقدة، ونعتنق الراشدة الدالة على الخير، لأن الدال على ذلك كفاعله، في الوقت الذي نستخدم فيه لساناً نقدر على تطويعه كيفما شئنا، وبدل من أن نكثر من النقد ونحيط هذا الشخص أو ذاك بهالة سلبية، نحثه ونشجعه وندفعه ونذلل له الصعوبات.
البعض ممن يرشدوننا، يتحدثون لنا عن سهولة الطريق، وكأنهم يرسمونه لنا، وبالفعل كما يقولون لنا يحصل، لأن طاقة إيجابية أحاطونا بها، في وقت جعل آخرون الندم يأكلنا نتيجة تأثيرهم السلبي، ونتيجة انصياعنا لكلامهم السلبي.
منذ زمن كان لي قريبتين إحداهن حصلت على شهادة الدكتوراه في كلية التربية، نتيجة التشجيع الذي لاقته ممن حولها، وأخرى على إجازة في الاقتصاد بعد أن حصلت على علامة الإعدادية، ولم يسمح لها معدلها بدخول الثانوية العامة، ودخلت على التجارية، ولكن نتيجة الدفع المعنوي حصلت على المرتبة الثانية في امتحانات الشهادة الثانوية التجارية، وكان نصيبها المرهون بالتعب والاجتهاد دخول كلية الاقتصاد، ومن ثم التخرج بمعدل يسمح لها بالدراسات العليا، لكن الظروف حالت دون إكمال تلك الدراسات.
لنكن عوناً لغيرنا، وندفع بهم بدل إعادتهم وإحباطهم، فالحياة جديرة بأن نجرب، ونترك أثراً بها، بدل أن نأتي إليها ونرحل دون ذلك الأثر.

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية