الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
وقعت اليابان وأستراليا اتفاقية أمنية ثنائية جديدة تغطي التعاون العسكري والاستخباراتي والأمن السيبراني والفضاء في 22 من الشهر الجاري، في خطوة قال خبراء صينيون إنها تظهر استعداد البلدين ليكونا بيادق لواشنطن، بينما يهددان السلام والأمن الإقليميين.
وأشاروا إلى أنه لا يوجد ذكر للصين في الاتفاقية، ولكن يبدو أن معظمها يستهدف الصين، مشيرين إلى أن التعاون الأمني المعزز بين البلدين مدفوع بإستراتيجية الهند والمحيط الهادئ التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، والتي لن تؤدي إلا إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وجعلهم نقطة انطلاق للولايات المتحدة الأميركية.
تشير هذه الخطوة مرة أخرى إلى أن واشنطن تحاول إنشاء شبكة تبادل معلومات استخباراتية عالمية مع حلفائها ضد الصين. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لديهم حساباتهم الخاصة، وتحالفهم “مبني على الرمال”، لذلك من الصعب عليهم احتواء التنمية السلمية للصين على المدى الطويل، كما لاحظ هؤلاء المراقبون.
ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الإعلان المشترك المحدث حول التعاون الأمني، وهو اتفاق تم توقيعه لأول مرة في عام 2007، كان النتيجة الرئيسة لاجتماع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز في مدينة بيرث الساحلية الغربية.
يرى المراقبون الصينيون أن هذه الصفقة الجديدة هي تكملة لمعاهدة وقعتها الدولتان في كانون الثاني الماضي، والتي تسمح للقوات العسكرية من كلا البلدين بالتدريب في قواعد كل منهما والتعاون في المهام الإنسانية.
وهذه أول اتفاقية من نوعها تبرمها اليابان مع أي دولة أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية. وقد أعلنت اليابان أن قوات الدفاع الذاتي التابعة لها ستتدرب وتشارك في تدريبات مع الجيش الأسترالي في شمال أستراليا للمرة الأولى بموجب الاتفاقية، حسبما ذكر تقرير أسوشيتد برس، وإن مثل هذه الإشارات التي قدمتها اليابان وأستراليا تستهدف الصين بالدرجة الأولى، حيث اتهم بعض السياسيين ووسائل الإعلام الغربية الصين بـ “كسر النظام القائم على القواعد” في رواياتهم، واستهدفت إستراتيجية الهند والمحيط الهادئ الأمريكية الصين منذ فترة طويلة، كما قال المراقبون.
من ضمن التوقعات، تغير هدف الاتفاقية الأمنية الجديدة مقارنةً بالسابقة التي تم توقيعها قبل 15 عاماً، حيث تغيرت استراتيجية واشنطن بشكل كبير من مكافحة الإرهاب إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحالية، واليابان وأستراليا، الحلفاء، سيتبعونها بالتأكيد في هذه اللعبة الجديدة، حسب قول الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ.
وأضاف سونغ: “أظهر هذا أن اليابان وأستراليا ليس لديهما مبادرة سياسية أو استقلال، ومستعدان لأن يكونا بيادق للولايات المتحدة”.
وقال تشن هونغ، رئيس الرابطة الصينية للدراسات الأسترالية ومدير مركز الدراسات الأسترالية في جامعة شرق الصين العادية:” أنه على الرغم من توقيع الاتفاقية بين اليابان وأستراليا، فمن الواضح أن القوة الدافعة المهمة هي الولايات المتحدة الأميركية على ما يبدو”.
وأشار تشن إلى أن التعاون الذي تم التأكيد عليه في الاتفاقية المطورة، والذي يتضمن تبادل المعلومات والتعاون الفضائي، قد تم توسيعه بأكثر من أي اتفاق سابق بين البلدين.
بالنسبة لليابان، تحاول إبراز وضعها في إطار الرباعي، الذي يضم أيضاً الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا والهند كأعضاء، وتسعى إلى تحقيق اختراقات سياسية وعسكرية من خلال هذا الإطار، حيث تتطلع الحكومة اليابانية إلى إنفاق المزيد على هذا الإطار نتيجة لتصاعد نزعتها العسكرية.
علاوة على ذلك، من خلال إنشاء آلية لتبادل المعلومات مع أستراليا، فإن اليابان أقرب إلى الوصول إلى تحالف العيون الخمس، وهو تحالف استخباراتي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وقال سونغ: إن الولايات المتحدة الأميركية تتحدث بلطف عن أستراليا، قائلة إنها ستجعل أستراليا قوة عالمية، وإن الصين ستكون “التهديد الرئيس”.
ومع ذلك، فإن الحلفاء المقربين على ما يبدو لديهم حساباتهم الخاصة ومحكوم عليهم بالفشل في التوحد على المدى الطويل وقمع التنمية السلمية للصين، كما أشار المراقبون.
وقال دا تشي قانغ، مدير معهد دراسات شمال شرق آسيا: “تحاول كل من اليابان وأستراليا التسويق بشأن تهديد الصين ومحاولة جذب دول خارج الإقليم إلى زمرة صغيرة. لكن هذا يضع دول المنطقة في حالة تأهب ويهدد الاستقرار الإقليمي”.
ورداً على المخاطر من الكتلة الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، قال سونغ إن الصين يجب أن تكون مستعدة جيداً لأي استفزازات محتملة بشأن القضايا الساخنة، بما في ذلك قضية تايوان.