الثورة- هراير جوانيان:
لم يكن يتوقع النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي أن يصبح محبوباً لدى جماهير نادي برشلونة الإسباني في يوم من الأيام، بعدما تمرّد خلال السنوات الماضية على الإدارة، وتعرض لإصابات خطرة أبعدته عن الملاعب طويلاً، ما جعله محط انتقادات لاذعة من قبل وسائل الإعلام الأوروبية.
في الصيف الماضي، كان قريباً من الرحيل عن برشلونة، لكن المدرب تشافي هيرنانديز آمن بموهبته، وقدرة صاحب الـ25 عاماً على العودة مرة أخرى إلى التألق، ما جعل الفرنسي يقتنع بنظرة المدير الفني ويقرر تجديد عقده.
التغيير في حياة ديمبيلي جاء بعد استلام تشافي مهامه خلفاً للمقال رونالد كومان، عبر تغيير النجم الفرنسي أسلوب حياته بشكل جذري، من خلال الخضوع لتدريبات خاصة، كي يقوي عضلاته التي لطالما تعرضت لإصابات منوعة، منذ انضمامه للفريق الكاتالوني في عام 2017 مقابل 125 مليون يورو قادماً من بروسيا دورتموند الألماني.
وفي كل مرة ينال فرصته مع برشلونة يثبت ديمبيلي صحة نظرة المدرب تشافي، حيث ساهم بخطف الأنظار في المواجهة التي فاز فيها الفريق الكاتالوني على ضيفه أتلتيك بلباو 4-0 ضمن منافسات المرحلة (11) في الدوري الإسباني.
العودة القوية للنجم الفرنسي أظهرها في عدد من المواجهات التي خاضها في الموسم الحالي، لكنه سرق الأضواء من جميع لاعبي برشلونة ضد أتلتيك بلباو، عبر تنوع أسلوب لعبه، من خلال قيامه بتسجيل هدف وإعطاء 3 تمريرات حاسمة لرفاقه.
أسلوب ديمبيلي يشبه إلى حد بعيد ما يعرف بـ(السهل الممتنع)، لأنه يركض بذكاء، ويتميز بنظرته الثاقبة عند استلام الكرة والانطلاق بها، بالإضافة إلى قدرته على إطلاق التسديدات القوية، واللعب بطريقة جيدة في الكرات الهوائية، وهذا ما فعله أمام بلباو. ومع تألقه في المواجهة، تمكن ديمبيلي من كتابة اسمه بأحرف من ذهب، بعدما استطاع تسجيل الهدف رقم 4000 لنادي برشلونة على أرضه في تاريخ الدوري الإسباني لكرة القدم، بحسب ما ذكره الفريق الكاتالوني على حسابه الرسمي في تويتر.
وبقي أمام ديمبيلي أن يواصل اكتساب الثقة بنفسه مع برشلونة، حتى يتمكن من اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا، التي تستعد للمشاركة بكأس العالم 2022 في قطر، حيث يرغب الديوك بالدفاع عن لقبهم، الذي حققوه في مونديال روسيا 2018.
