الثورة – شيرين الغاشي:
كتب منتخب إسبانيا للتنس واحدة من أبرز قصص الإصرار هذا الموسم، بعدما قلب صعوبات الغياب الاضطراري لنجمه الأول كارلوس ألكاراز إلى دافع إضافي قاده لتأهل ثمين إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس ديفيز، إثر فوزه المثير على منتخب التشيك بنتيجة (2–1) في الصدام الذي احتضنته مدينة بولونيا الإيطالية.
ورغم أن ضربة البداية حملت خسارة موجعة مع دخول المنتخب الإسباني إلى ربع النهائي مثقلاً بصدمة انسحاب ألكاراز بعد توصية طبية بسبب إصابته في أوتار الركبة وتورّم عضلي، ليستغل ياكوب مينسيك لاعب التشيك المصنف (19) عالمياً، الموقف لصعق المخضرم بابلو كارينيو بوستا بـ(20 ) إرسالاً ساحقاً، ليخطف نقطة التقدّم بفوز مستحق (7-5) و(6-4) غير أن الرد الإسباني جاء سريعاً عبر جاومي مونار الذي قدّم أفضل أداء له في البطولة، محققاً أول فوز فردي في مسيرته بكأس ديفيز بعد إسقاطه جيري ليهتشكا المصنف (17) عالمياً، بمجموعتين متتاليتين (6-3) و(6-4) ليعيد المباراة إلى نقطة التعادل، ويشعل المواجهة قبل اللقاء الفاصل.
واتجه المنتخبان إلى مباراة الزوجي وسط توتر يليق بمفترق طرق حاسم، قبل أن يفرض الثنائي الإسباني المخضرم، مارسيل غرانويرس وبيدرو مارتينيز حضورهما، ويخطفا بطاقة العبور بعد معركة امتدت لشوطين حاسمين انتهيا بنتيجة (7-6)و(8-6) ليبلغ المنتخب الإسباني المربع الذهبي للمرة الأولى منذ تتويجه بلقبه السادس عام (2019) فيما يستمر غياب التشيك عن هذه المرحلة منذ (2014).
ومع اكتمال أضلاع نصف النهائي، تنتظر إسبانيا الفائز من مواجهة ألمانيا التي يقودها النجم ألكسندر زفيريف المصنف الثالث عالمياً والمنتخب الأرجنتيني، فيما يشهد النصف الآخر قمة بين إيطاليا المصنفة الأولى عالمياً وحاملة اللقب لنسختين متتاليتين وبلجيكا، رغم أن الآزوري يخوض التحدي دون أبرز نجومه دون لورينزو موسيتي ويانيك سينر الذي فضّل الحصول على راحة.
وبوصولها إلى هذه المرحلة، تثبت إسبانيا أن جيل ما بعد نادال قادر على حمل الراية حتى في غياب ألكاراز الذي يمثل حجر الأساس لمستقبل الفريق، وأن روح التماسك والعمق في خيارات اللاعبين يعيدها إلى موقعها الطبيعي بين الكبار في البطولة التي اعتلت منصّتها ست مرات.
ومع اقتراب موقعة نصف النهائي، يبدو الإسبان على أعتاب كتابة فصل جديد من رحلتهم نحو استعادة المجد، فصل قد ينتهي بعودة طال انتظارها إلى النهائي بعد غياب ست سنوات.