إن تخصيص أجنحة للأطفال داخل معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في مكتبة الأسد وصدور دوريات تُعنى بالأطفال من المؤسسات الثقافية السورية ماهو إلا دليل على ضرورة الاهتمام بالطفل وتنشئته بالطريقة الصحيحة والسليمة.
ولأن الأطفال هم عماد المستقبل وذخيرة الأمة ورجال الغد، فهذا يحتم علينا جميعاً الاهتمام بهم وتطوير مهاراتهم ونموهم المعرفي الأمر الذي يحقق لهم التطور الطبيعي والتوافق والاندماج الاجتماعي وبناء العلاقات الجيدة..
غداً تطلق وزارة الثقافة احتفالية يوم الطفل العربي ( 20 ) في كافة المحافظات السورية حيث تشهد الاحتفالية عدداً من النشاطات والورش والعروض المسرحية والأمسيات الأدبية والمعارض التي تغني فكر الطفل وتغذيه بالعلم والمعرفة والفنون.
من المؤكد أن تلك المبادرة مهمة وربما ليست كافية، لكنها رسالة سامية يحتاجها أطفالنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، رسالة لتثبت للعدو قبل الصديق أننا نجيد صناعة الحياة، ونغيّر حسابات الزمن بعد سنين حافلة بالصمود والنصر.
يقول فرانكلين روزفلت “قد لا نتمكن من إعداد المستقبل لأولادنا، ولكن يمكننا على الأقل أن نعد أولادنا للمستقبل”.
لاشك أن إعداد أطفالنا للمستقبل يتوجب استنفاراً حقيقياً لكل المعنيين في الشأن الثقافي وحضوراً واهتماماً دائماً للأولياء والأساتذة بواقع أطفالنا، مما يسمح بسد تلك الهوة التربوية والثقافية القائمة بين الأجيال.
وحدهم السوريون في سبيل المجد ماضون يزرعون الأرض لتبقى ندية خضراء، السوريون على مختلف الجغرافيا السورية يصنعون الفرح يحتفلون بالإنسان والحب … كيف لا والزمن السوري هو الدهر الأكثر خلوداً وبهاءً.