الثورة – وفاء فرج:
فرضت ظروف الحرب العدوانية على سورية متغيرات كثيرة ومؤلمة على مختلف القطاعات الإنتاجية الصناعية، فمنها ما خرج من الخدمة نهائياً نتيجة الدمار الشامل كشركات الحديثة والمغازل والورق بدير الزور وغزل إدلب وغيرها من الشركات، إلا أن البعض جرى إعادة ترميم وتأهيل ما دمره الإرهاب سواء عن طريق الاستثمار كشركة العربية للأسمنت، أو بإمكانيات ذاتية كشركة الأحذية التي استطاعت أن تعيد العمل وبشكل جزئي لمعمل النبك ودرعا وأن يحقق ريعية اقتصادية مهمة في وقت قصير جداً… فكيف تحقق ذلك وما هي تطورات وضع هذه المعامل.. وهل يؤيدون فكرة الدمج مع شركة الدباغة والجلود كونهم يكملون بعضهم إنتاجياً وتسويقياً؟
مدير شركة الأحذية شريف الحسن قال إن الشركة يتبع لها أربعة معامل في درعا والسويداء والنبك ومصياف وخلال الحرب العدوانية على سورية تم تدمير معمل أحذية درعا بالكامل وسرقة محتويات معمل النبك إلا أن الشركة لم تقف مكتوفة الأيدي حيث عملت بعد عودة الاستقرار إلى استئجار صالة معمل المعكرونة والشعيرية بدرعا وإحداث قسمي قص وخياطة لإنتاج فرعات بوط وذلك ضمن خطة إعادة تأهيل ما أمكن وضمن الإمكانيات المتاحة لاستمرار العمل والإنتاج وعدم توقفها، مبيناً أن ما ينتجه هذا القسم يتم إنهاؤه في معمل أحذية السويداء، مشيراً إلى أن القسم أقلع في العمل وإنتاجه ١٥٠ إلى ٢٥٠ زوجاً في اليوم فقط بسبب قلة العمال الموجودين وعددهم ٢٢ عاملاً من إداريين وفنيين وإنتاجيين.
وأوضح الحسن أنه تم تأمين قسمي قص وخط في معمل أحذية النبك وما ينتجه المعمل من فرعات يتم إنهاؤها في معمل أحذية مصياف مبيناً أنه وضمن خطة تأهيل تلك المعامل يتم العمل على تأهيل وإصلاح قسم الرباطات بالكامل في معمل أحذية النبك ورفد معملي السويداء ومصياف بحاجتهم من الرباطات.
وأكد أن معملي أحذية السويداء ومصياف يعملان بكامل الطاقة الإنتاجية بخط إنتاج كامل لكل منهما محققين كمية إنتاج بلغت 265 ألف زوج بقيمة 13 مليار ليرة وكمية مبيعات 255 ألف زوج بقيمة 12 مليار ليرة وأرباح تجاوزت لغايته ٢ مليار ليرة، مشيراً أن العملية الإنتاجية مستمرة دون توقف، وأن الإدارة تعمل على تأمين كافة المواد اللازمة لصناعة الحذاء، مؤكداً أن الشركة تتواجد في السوق من خلال صالاتها المنتشرة في أغلب المحافظات حيث يوجد صالتان بدمشق واحدة بباب توما والثانية في الطلياني وأخرى في حمص وحماة واللاذقية ويجري العمل حالياً على افتتاح صالات بيع والتعاقد مع وكلاء معتمدين في باقي المحافظات، ويتم ضخ أغلب موديلات الأحذية التي تلبي مختلف أذواق المستهلكين وبأسعار جداً منافسة بالتوازي مع ذلك نقوم بالاشتراك في المعارض.
وبين أن هناك توجهاً نحو انتشار وعرض نماذج في الدول العربية على اعتبار أن الشركة انضمت إلى الاتحاد العربي للصناعات الجلدية.
وعن كيفية استجرار المواد الأولية أشار الحسن إلى أنه يتم عن طريق الإعلانات الرسمية ويحق للجميع التقدم بما فيهم شركة الدباغة والقطاع الخاص، ويتم الإعلان لمرة ثانية وعندما لا يتقدم أحد تقوم الشركة مباشرة بمراسلة جميع الموردين بما فيهم شركة الدباغة وفي حال لم تتقدم الأخيرة يتم التعاقد مع الموردين لتأمين المواد.
ولم يخفِ حسن وجود معوقات تتعلق بتأمين المواد الأولية بسبب إحجام الموردين عن التقدم للإعلانات التي تجريها الشركة بسبب تقلبات سعر الصرف إضافة إلى قدم الآلات علماً أنه يجري العمل بين الحين والآخر ووفق الإمكانيات المتاحة على توريد آلات جديدة وتم وضع بالخطة الاستثمارية للعام ٢٠٢٣ مجموعة من الآلات التي ستغني العملية الإنتاجية بمزيد من الإنتاج والتقنية العالية.
وأمل تزويد الشركة باليد العاملة الخبيرة الفنية والإنتاجية ووسائط النقل لنقل العمل.
وحول موضوع الدمج بين شركة الدباغة والأحذية أوضح أن الامر يعود للجهات المعنية.