الثورة- عبد الحميد غانم:
شهدت سورية في الآونة الأخيرة حركة سياسية دولية لافتة، إذ جرت العديد من الاتصالات السياسية والاقتصادية والثقافية، الإقليمية والدولية بين سورية ودول عديدة في المنطقة والعالم، في الوقت الذي زارت وتزور فيه دمشق الكثير من الوفود السياسية وغيرها، وكان لافتاً الحضور السوري في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية في مختلف المجالات حتى أن سورية كانت حاضرة بقوة خلال نقاشات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر الأسبوع الماضي، رغم غيابها عن الحضور لأسباب سياسية باتت معروفة لدى الجميع.
كل ذلك يدلل على مؤشرات هامة ودلالات معبرة على كل الأصعدة المحلية والعربية والدولية، والتي تؤكد أهمية سورية ودورها الفاعل والمؤثر الذي لا غنى عنه في المنطقة والعالم ولا يمكن لأية قوة أن تتجاوزه ضمن أي إطار وتحت أي شعار.
فقد أكدت تلك التحركات والاتصالات على أهمية المكانة التي تحظى بها سورية في دائرة الفعل الإقليمي والدولي، وعبرت الوفود الزائرة عن تلك المكانة وأن كل الجهود التي عملت على تهميش سورية باءت بالفشل، ولم تنجح في إبعادها عن دائرة الفعل والتأثير الدوليين. في الوقت التي أحبطت فيه مخططات القوى الغربية ومشروعها الصهيوني والأميركي في تحقيق غاياته وأهدافه الخطيرة التي تريد اللعب بأمن المنطقة وتهديد استقرارها عبر مخطط تفتيتي وتقسيمي يخرج سورية من دائرة الفعل والتأثير ويهمشها.
ونسجل هنا أهمية التعاون والتشاور المستمر بين دمشق وشركائها الدوليين الذين يزدادون من خلالهم دائرة التأييد والتضامن مع سورية ومواقفها الثابتة والمبدئية التي تحافظ على حقوقها وسيادتها، وتتعزز لديها عوامل الصمود في وجه المخططات المعادية التي تصعدها أميركا والقوى الغربية الأخرى في مسيرة إنجازات وخطوات التقدم السورية.
وسجلت الاتصالات والتحركات من وإلى دمشق قدرة سورية على مواجهة المؤامرة التي تحيكها الدوائر الغربية والإسرائيلية ضدها، والتي تستهدف النيل من سيادتها وضرب الأمن والاستقرار فيها، معبّرة عن إدانتها لهذه التحركات، وثقتها الكاملة في قدرة سورية قيادة وشعباً على الوقوف في وجه هذه المؤامرات وإفشالها، كما أفشلت سابقاتها، وما رافقها من حملات منظمة من الكذب والتضليل التي تستعر وتتصاعد عند أي إنجاز لجيشنا الباسل عند تحرير أي جزء من الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب والإرهابيين ومشغليهم من الأنظمة والقوى الخارجية، أو عند أية خطوة متقدمة للدولة السورية لتجاوز تداعيات الإرهاب والأزمة التي تسببتها تلك القوى من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية والإجراءات الاحترازية من معاناة متعددة الأوجه تأثرت بها الدولة والحكومة وقوى الشعب.
لقد أسهمت عوامل ذاتية في تعزيز الصمود السوري متجلياً في بسالة جيشنا البطل وقدرته القوية على التصدي للإرهاب ومشغليهم وإفشال مخططهم العدواني، فضلاً عن صمود شعبنا البطل وتضحياته النبيلة في دعم جيشنا وقيادة الوطن في مواجهة المخطط المعادي الذي يريد تدمير الوطن وإضعافه واستنزاف قوته وثرواته ونهبها من خلال تعدد الاستهداف عبر الاحتلال الأميركي والتركي والمنظمات الانفصالية التي تعبث بأمن المنطقة ونهب ثرواتها إضافة إلى الاحتلال الصهيوني وأطماعه القديمة والمتجددة في سورية والمنطقة.
إن أمن وسيادة سورية ودورها في المنطقة والعالم أمر مهم وحيوي ويحظى باهتمام ودعم العديد من دول المنطقة والعالم وأكدت تصريحات المسؤولين والسياسيين الذين زاروا دمشق ومن التقتهم الوفود السورية في البلدان والمحافل الدولية لاسيما خلال انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، التضامن الواسع مع سورية ضد كل التحركات الأمريكية والإسرائيلية والغربية الهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها، مؤكدةً ثقتها الكبيرة بتجاوز سورية محنتها وخروجها منتصرة أكثر قوة، كما انتصرت بفضل صمود قيادتها وتضحيات شعبها وجيشها، والدعم الذي تلقته من الحلفاء والأصدقاء. ومهما كانت التحديات والاستهدافات المعادية فستفشل كما فشلت سابقاتها، وستبقى سورية شعباً وجيشاً وقيادة ودولة منتصرة وستخرج أقوى من قبل كما عهدها الأشقاء والأصدقاء، فلا نستغرب هذه العودة الدولية والإقليمية إلى دمشق.