ظافر أحمد أحمد:
لا يوجد أمل بإنهاء هيمنة القطب الواحد الأميركي مع مجموعته الاقتصادية الكبرى التي تسمي نفسها (مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى) إلاّ باستمرارية وتعزيز مكانة مجموعة بريكس التي يتوضح أنّها الوحيدة القادرة على تحقيق التوازن الاقتصادي العالمي، فهي الأقدر على امتلاك آليات وأدوات اقتصادية تسمح بإنهاء عهد هيمنة (صندوق النقد الدولي، ونظام المدفوعات المالي – سويفت، والهيمنة العالمية للدولار الأميركي.
ومن المعروف أنّ البنتاغون يعتمد المؤسسات المالية الكبرى في العالم على أساس أنها أسلحة غير تقليدية يمكن استخدامها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأميركية، وهذه المؤسسات يتم استخدامها بقوة في أي حرب اقتصادية تخوضها واشنطن ضد أي قوة اقتصادية في العالم.
وانطلاقاً من معرفة طبيعة وقوّة أدوات الهيمنة الاقتصادية الأميركية، يمكن تقدير أهمية مجموعة بريكس التي تشغل دولها حوالي 30 بالمئة من مساحة العالم، وبأسواق لثلاثة مليارات نسمة، فمجموع سكانها يمثل 40% من قاطني الكرة الأرضية، وتتوزع دولها في أربع قارات..
ولدى التوسع في المواصفات الاقتصادية لبريكس لا يمكن التغافل عن الأهمية الكبرى لروسيا في مجال الطاقة خصوصاً الغاز واليورانيوم، ولا القوة الاقتصادية للصين التي تشكل ثاني أقوى اقتصاد عالمي بتقدمّها التكنولوجي وبثرواتها من المعادن النادرة التي أصبحت أحد أعمدة الاقتصادات المستقبلية وتكنولوجيا الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.
كما أنّ الهند أصبحت وفق تصنيفات دولية ضمن أكبر أربع اقتصادات في العالم وذات تقدم تكنولوجي رائد خصوصاً في مجال المعلوماتية، ولا يستهان بقوة الاقتصاد البرازيلي الذي يشغل وفق بعض التصنيفات المرتبة الثانية عشر كأقوى اقتصاد في العالم، وصولاً إلى جنوب إفريقيا التي تشكل مركزاً صناعياً مهماً وأبرز مركز تعدين في العالم، وتشتهر بثرواتها من الماس والذهب واليورانيوم والنحاس والحديد.
وبحسب مصادر روسية مؤخراً فإنّ أكثر من خمسة عشر دولة في العالم أبدت رغبتها بالانضمام إلى مجموعة بريكس بينها دول عريقة في توظيف نفطها وتبادلها التجاري بالدولار وخدمة الولايات المتحدة الأميركية.
والأهم أنّ بريكس شكلت بنية مالية أهمها (بنك التنمية الجديد – وترتيبات الاحتياطي) ويتم تطويرهما لمقارعة البنية المالية العالمية الحالية، خصوصاً صندوق النقد الدولي، إضافة إلى العمل المتواصل لاعتماد نظام مدفوعات مالي جديد واعتماد العملات الوطنية المتعددة بما يكسر من هيمنة الدولار ونظام المدفوعات سويفت.
وهكذا بريكس هي المجموعة الوحيدة دولياً القادرة على تحقيق أول جولات التعددية القطبية من بوابة الاقتصاد.