هو شبح الإرهاب يحوم حول خراب السياسات.. فطباخ التطرف والأحزمة الناسفة لابد أن يتطاير طربوشه العثماني، ويلذع فمه بما نفخه من إرهابيين على مدى سنوات في سورية.
المشهد في ساحة تقسيم ودم الضحايا هو جريمة مدانة سورياً وعالمياً، لها مشتبهون ومجرمون، لكن الصور الأولية لهذه العملية تشير إلى أن المدان الأول فيها هي السياسة التركية التي استخدمت الإرهاب لتحقيق أرباح جيوسياسية في سورية وفي المنطقة، بل التطرف وصل إلى الذقن الأردوغانية.
فالرئيس التركي الذي يقود النصرة وداعش، ويتوغل بهما في الشمال السوري ويضع المتفجرات وسيوف الذبح والتطرف في مستودعه السياسي والحزام الناسف حول خصره الإخواني لابد أن ترتد أسلحته عليه.. فهذه طبيعة السياسات الإرهابية ومن يلعب بنيرانها تحترق أصابعه بها.
لكن اللافت حتى اللحظة أن العقلية السياسية في أنقرة لم تتنبه أنها تحصد ما زرعت، وبدلاً من التعاون الحقيقي مع الجيران، والذي كانت قد لوحت به منذ أسابيع، وهللت أنها تريد عودة العلاقات والتنسيق الأمني مع دمشق، تعود وتفجر المشهد بما هو أسوأ من قبل، وتلوح بعدوان جديد في الشمال السوري بذريعة ملاحقة الإرهابيين!!
لا رباط على لسان أردوغان الذي يفجر كل الاتفاقات الدولية، ويعود إلى همجيته العثمانية من أي ثغرة في المشهد، وبعدما ارتقى الحديث السياسي للتشجيع على التعقل، أخرج أردوغان حزامه الناسف للتهديد مجدداً، ويبدو أنها محاولات مفلسة من الرئيس التركي لملء صناديق اقتراعه بأوراق ضرورة بقائه، فهو صاحب الخبرة الأوسع بالإرهاب وملفاته وقادته وعملائه في المنطقة. هكذا تستثمر تركيا دماء الضحايا في ساحة تقسيم.