الثورة – ميساء الجردي:
يحتفل العالم في كل عام بتاريخ 14 تشرين الثاني باليوم العالمي لمرض السكري. وبالتزامن مع هذه الحملات تشارك وزارة الصحة السورية بحملات للتوعية حول مرض السكري وأنواعه ومخاطره وكيفية التعايش معه حيث تقدم معلومات على مستوى المحافظات السورية كافة التي يحتاج إليها الفرد لكي يتعايش مع المرض وعلاجه بعناية، وذلك استكمالا لمهمتها في تحقيق رؤيتها نحو مجتمع يتمتع بالصحة والسلامة.
وقد بين مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي في تصريح حول الحملة أنها تأتي ضمن حملات التوعية الدورية الهادفة التي تطلقها الوزارة للوصول إلى مجتمع صحي، وتسليط الضوء على العادات الغذائية غير الصحية التي يمارسها معظم أفراد المجتمع وأهمية الابتعاد عنها.
مشيرا الى أنه يمكن أن يتسبب داء السكري مع الوقت بإلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب وضعف تدفق الدم والفشل الكلوي واعتلال الجهاز العصبي، على مستوى القدمين وزيادة احتمالات الإصابة بقرحات القدم والتعفن، مما قد يستدعي بتر الأطراف في نهاية المطاف، إضافة إلى اعتلال الشبكية السكري التي تصنف من الأسباب الرئيسية لفقدان الرؤية.
وخلال ورشة عمل اقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على مدى يومين للتوعية حول داء السكري، أكد القائمون عليها بأنه مرض مستمر مع الأشخاص الذين يصابون به مدى الحياة حيث تلعب عوامل مختلفة بيئية وفيزيولوجية وسلوكية في حدوثه.
وأشاروا إلى وجود أرقام كبيرة وخطيرة تدل على ضرورة التوعية حوله والتصدي للحد من انتشاره، فقد بلغت الإصابات بالمرض 537 مليون شخص على مستوى العالم، ووصلت نسبة الوفيات إلى 6.7 ملايين شخص في عام 2020. وبينت أن عدد الأطفال السكريين في سورية المسجلين ضمن عام 2022 لدى وزارة الصحة يصل إلى 190 ألف مريض منهم 64 ألفا يأخذ الأنسولين.
وتناولت النقاشات العادات السلوكية الخاطئة التي تلعب دورا كبيرا في تفاقم مخاطر السكري مثل الكحول والتبغ والنظام الغذائي غير الصحي، وحول الآثار الناجمة عن ذلك مثل عدم قدرة المريض على إعانة نفسه وتكاليف العلاج عليه وعلى الدولة. مشيرين الى ان السكر الطبيعي وفقا للدراسات الأخيرة هو من 70 إلى 100 فقط وما عدا ذلك فهو مريض سكري.
من جانبها تحدثت الدكتورة هلا داوود طبيبة أطفال وخبيرة التغذية الصحية حول أهمية التوعية بداء السكري بوصفه مسألة من مسائل الصحة العامة الأساسية، وبما يجب القيام به بشكل جماعي أو فردي من أجل تحسين الوقاية والتشخيص والتدبير العلاجي للحالة المرضية. انطلاقا من كون مرض السكري هو مرض مزمن ويتطلب من المريض تغيير العديد من العادات الحياتية مثل الحمية الغذائية، والقيام بالتمارين الرياضية، وتناول العقاقير؛ لذا فهو يحتاج إلى المتابعة المستمرة وإجراء التعديلات وفقاً لحالة المريض لكي يتخذ المصاب بالمرض القرارات الصحيحة عند التعامل مع المرض والتعايش معه.
وأشارت داوود إلى أنواع السكري والتي هي النوع الأول، الذي يصيب الصغار والكبار ويحتاج فيه المريض إلى الأنسولين وإلى النوع الثاني والذي يصيب الكبار بشكل أكبر ومن الممكن الوقاية منه بإتباع أنماط الحياة الصحية، كما يمكن الكشف المبكر عنه بالفحوص الدورية ويمكن تداركه في مرحلة ما قبل السكري ومنع تطوره إلى الإصابة بالمرض عبر خطة علاجية تعتمد على تعديل الحمية الغذائية وزيادة النشاط البدني في أغلب الحالات، والنوع الثالث وهو السكر الحملي والذي قد يكون مع المرأة قبل حملها، أو أنها تصاب به خلال فترة الأشهر الأولى من الحمل وهذا يحتاج إلى متابعة خاصة.
وتحدثت داوود مطولا حول تأثيرات السكر الأبيض وخطورته على مرض السكري من حيث زيادة الوزن وحدوث الشيخوخة المبكرة والإحساس بالجوع بشكل مستمر وإحداث اضطرابات استقلابية وتدهور وظائف الدماغ. مشيرة أنه لا فرق بين السكر البني والأبيض فكل منهما يزيد من خطر البدانة ويرفع سكر الدم. الأمر الذي يستدعي على مريض السكر الابتعاد عن التدخين وتناول غذاء صحي متوازن والقيام بأنشطة حركية ورياضية، مع الانتباه إلى تناول الأعشاب وفقا للشائعات التي تثار حولها في علاج داء السكري.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة أطلقت حملة توعية تحت عنوان (صحتنا ثروتنا .. لا تحليها زيادة) وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري بهدف نشر التوعية لدى جميع أفراد المجتمع وتسليط الضوء على العادات الغذائية غير الصحية وأهمية الابتعاد عنها عن طريق فعاليات مجتمعية ومحاضرات وندوات تثقيفية وتوزيع نشرات إرشادية حول مضار داء السكري وضرورة إتباع حياة صحية.