الثورة -نوار حيدر:
لا تزال جمعية بيت الخط العربي تعمل جاهدة على نشر رسالتها، وإغناء الحركة الفنية ، واليوم تضع بصمة جديدة، حمّلتها مضامين سامية، تجلت في الحفاظ على تاريخ وهوية أمة هي من أعرق الأمم… في الحفاظ على أبجديتنا بحروفها وكلماتها… إرثنا الحقيقي الثقافي والفني…حضارتنا…وذلك من خلال مهرجانها (محبة قلم) الذي يجسد أصالة اللغة العربية..
حدثتنا رئيس مجلس إدارة الجمعية الفنانة التشكيلية ريم قبطان قائلة :
افتتح يوم الاثنين مهرجان محبة قلم لفنون الخط العربي والزخرفة للسنة الثالثة على التوالي، شارك فيه باقة من كبار فناني الخط في دمشق، بالإضافة إلى مجموعة من فناني المحافظات كحلب وحماة والرقة وحمص و ريف دمشق ….
(٢١) فناناً قدموا (٥٥) عملاً، تنوعت أعمالهم بين اللوحات الكلاسيكية التي كتبت بالحبر على الورق الطبيعي أو الورق المقهّر باستخدام تصاميم زخرفية تقليدية، صورت الخط الديواني والنستعليق والنسخ والثلث والكوفي.
إضافة إلى اللوحات التشكيلية التي تماهى فيها الحرف مع الفن التشكيلي، فخرج فيها الفنان عن شكل الحرف النظامي وقياساته الطبيعية، وعمل بما يتناسب ويخدم مشهد اللوحة، بالإضافة إلى الظلال واستخدام الألوان الزيتية وألوان الإكريليك..
جدول أعمال المهرجان زاخر بالفعاليات حيث أقيمت ندوة حوارية بعنوان”دردشة مع الخط العربي” مع الخطاط عدنان شيخ عثمان… بالإضافة إلى ورشات عمل مجانية للأطفال، كورشة خط النستعليق التي ستقام مع الخطاط محمد علي فقيري، وورشة الخط الديواني مع الفنان أدهم فادي الجعفري، وورشة الخط الكوفي الفاطمي مع الفنانة ريم قبطان، وورشات عمل خاصة بالأطفال لتحسين الخط، ستقام هذه الورشات في عدد من المراكز الثقافية (كفرسوسة – أبو رمانة – الميدان) ويرافق هذه الورشات فيلم قصير، بهدف جذب الأطفال، وتقديم المنفعة والفائدة أينما كانوا وبقدر الإمكان..
وتابعت قبطان ضمن فعاليات المهرجان سيقام أيضاً معرض إبداعات الشباب لفناني جمعية بيت الخط العربي وطلاب الفنون الجميلة وطلاب الفنانين الزملاء…يتضمن هذا المعرض(٤٠) عملاً لما يقارب (٢٠) مشاركة، يجسد الطرق الكلاسيكية والتشكيلية بخطوط وتقنيات متعددة.
و سيُختتم المهرجان الذي سيستمر لأسبوعين ونيف بمعرض افتراضي لفناني سورية من مختلف المحافظات، ومشاركات من بعض البلاد العربية الصديقة، إضافة إلى مشاركات من أنحاء العالم.
أما عن مشاركتها فكانت بخمسة أعمال بتقنية الحبر والقصب على الورق.. وعملين بالخط الديواني، وعملين بخط النستعليق، وعمل من فن الزخرفة والمنمنمات يتناول موضوع الصوفية..
بدورها أكدت الفنانة التشكيلية ونسة عابد أن مشاركتها في مهرجان (محبة قلم) الثالث جاءت انطلاقاً من أهمية الخط العربي لأنه مرافق للقراءة، ويدون الأفكار، ويتميز بالمرونة والطواعية للتشكيل والتشابك والاستدارة، ويرتقي من مجرد كونه خطا للكتابة إلى فن راق، مواكب للحداثة فنياً، فأتت مشاركتي بثلاث لوحات بتقنية الألوان الزيتية والأكريليك، كلوحات فن تشكيلي معززة الخط العربي والزخرفة، وبأسلوب تراثي ينقل للمتلقي أصالة الماضي العريق ..
فيما شارك الخطاط محمد قاسم بلوحتين بخط الثلث والنسخ بطريقة المرقعات المتعارفة لدى الخطاطين من القِدَم وحتى الآن، وذلك لترسيخ فكرة الخط الأصيل لدى الجمهور وتعريفهم أكثر عن المدرسة الكلاسيكية في الخط.
الخطاطة صفاء الشيخ شاركت بلوحتين أيضاً واحدة بالخط الديواني، وواحدة بالخط الكوفي القيرواني، وأكدت الفنانة أن أهمية مشاركتها في مهرجان محبة قلم جاءت لتسليط الضوء على الخط القيرواني الذي يرسمه عدد قليل جداً من الفنانين، بالإضافة إلى تواجد وحضور العنصر النسائي الفاعل لهذا النوع من الخطوط.
الفنانة التشكيلية سهام محيسن عبرت عن مشاركتها في المهرجان بالقول: شاركت بلوحات مختلفة التقنية ما بين التنفيذ بالإكريليك إلى التذهيب لتشكيلات خطية كوفية مقرونة بإخراج فني تشكيلي ذي طابع هندسي، لإظهار قوة الخط العربي، وروعة الحرف وتطويعه في اللوحات الفنية، إضافة لعمل زخرفي مذهب لإظهار جمالية هذا الفن ودقته وروعة تشكيله..
أما عن مشاركة الفنانة التشكيلية عبير عدنان العودات قالت:
شاركت بمهرجان محبة قلم الثالث بلوحة واحدة منفذة بالخط الكوفي مع زخارف باللون الذهبي، وهي جملة ذات أربع كلمات لكنها تحمل معنى كبيراً وعميقاً (ليت الحرب بلا راء) لتسقط الراء ويبقى الحب ويعم الأمان، أمنياتي لبلدنا الحبيب ولكل البلدان، حاولت من خلال تصميم التكوين ألا أركز على حرف الراء وأعطي الأهمية لكلمة الحب فكانت حب كدائرة احتوت كامل الجملة.