الثورة_ فاتن دعبول:
لم يشقوا عن الطوق بعد، مازالوا يخطون أولى خطواتهم نحو مرحلة الشباب، ولكنهم أبوا أن يغادروا طفولتهم إلا بعد أن يحتفوا بيوم الطفل العالمي على طريقتهم، فمنهم عبر بكتابة نص نثري، ومنهم اختار الشعر، والبعض شكل فريقا متكاملا ليقدم عرضا مسرحيا يحكي حال الطفولة بعد الحرب التي شنها الإرهاب على سورية.
وفي فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب كان الموعد، بإشراف الدكتور إبراهيم زعرور رئيس الفرع الذي بين في تقديمه للفريق الشبابي الثقافي المنبثق عن رابطة أدباء سورية، أن هذا الفريق وهؤلاء الشباب هم أمل الأمة ومستقبلها، وجميل أن يحملوا هذا الوعي تجاه أطفال بلادهم، لا شك هم يدركون أن أطفال اليوم هم شباب الغد، وسيكونون الرديف لهم في بناء الوطن.
وأضاف: من الأهمية بمكان تحصين الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة للوقوف في وجه الإرهاب الذي يعمل على تدمير أحلامهم وآمالهم، وندرك أن وجودهم دليل ثابت بأن الوطن سيكون أكثر أمنا وأمانا.
وتوجه بدوره إلى الشباب بالقول: سنكون داعمين لكم ونسعى من خلال هذا المنبر إلى تحصينكم في ظل الظروف القاسية التي تمر بها سورية، بخطا بريئة صادقة، وبجهودكم يكبر الوطن ويعلو شأنه.
وفي المهرجان الطفولي” خطا بريئة” الذي قدمته منى فليون نائب رئيس رابطة أدباء سورية، نتوقف عند بعض المشاركات التي قدمها الشباب، وكانت البداية من الشابة مرح جحه التي قدمت مقالة نثرية بعنوان” الحرب” تقول:
” طفلة في أول حياتها تحلم أن يكون عندها غرفة مليئة بالألعاب، تعيش بطفولة بريئة، لا تمتلك الخبث أو اللؤم، بل تملك قلبا أبيض يحب الجميع، لكن الحرب سلبت منها أمها ومنزلها ورمتها بين الأزقة لا معين ..
وفي قصتها” شريط ذكرياتي” كتبت هلا العقاد: إنني الآن طفلة، ركضت لأبحث عن دميتي التي قضيت معها طفولتي، والتي كانت يوما تصدر أصواتا ضاحكة، ويوما تصدر أصوات البكاء، إنها تسمعني في جوف الليل أبكي، وجدتها ملقاة على الأرض، أمسكت بها وأخذت أضمها .. وأيقنت أن في كل منا روح طفولية تزين سماء العالم.
وتظهر قصة عائشة السيد” نزهة العمر” ما في قلبها من مشاعر المحبة، تقول:
أتمنى ألا تدفنوا روح الطفولة في قلوبكم مهما قست الأيام عليكم، دافعوا عن حق الطفولة ليحيا الأطفال حياة تليق بهم، واسعوا ليكون الأطفال جميعهم سعداء، فليس هناك أقسى من حرمان الطفل من نزهة عمره”.
كما تميزت الأمسية بمشاركات شعرية للشعراء جسد فيها المشاركون من الشباب همومهم، وأحاسيسهم المرهفة، آمالهم وأحلامهم بتحقيق المستقبل الذي يتمنونه، إلى جانب الحث على العناية بالأطفال، فقلوبهم البريئة لا تقوى على القسوة والحرمان.
كما قدم البعض منهم قراءات لبعض الروايات المترجمة، التي تميزت بالعرض الجميل واللغة السليمة، هذا إضافة إلى استيعاب أفكار الرواية والهدف منها، والوصول إلى العبر، ما يؤكد أن هؤلاء الشباب يتجهون نحو القراءة الجادة، باهتمام لافت.
وختم المهرجان الطفولي بعرض مسرحي قدمه بعض أعضاء الفريق الشبابي الثقافي يحكي عن الطفولة واحتياجاتها في ظل ما نعيش من الحصار الاقتصادي جائر، ولفت الأنظار إلى أهمية رعاية الأطفال في سورية، فكلما كانت الرعاية أفضل، لا شك سيكون الوطن بخير والجميع بخير.