في رحاب أيام الثقافة السورية

شهدت المؤسسات الثقافية في سورية خلال الإسبوع المنصرم نشاطات وفعاليات عديدة إحياء لإسبوع الثقافة السورية وكان لي شرف المساهمة في المهرجان والملتقى الذي إقامته مديرية الثقافة في الرقة يومي 23و24-11-2022 في ناحية السبخة في الريف المحرر من الرقة وشارك في الملتقى كتّاب وباحثون من مختلف محافظات القطر وقطع بعضهم مئات الكيلومترات للوصول إلى مكان النشاط على الرغم من صعوبة ووعورة المسالك المؤدية إلى ناحية السبخة حيث أقيمت فعاليات المهرجان والجميل هنا أن المشاركة كانت من الجنسين ومن مستويات وأجيال عمرية وفكرية وكذلك هو حال الجمهور الذي تفاعل بشكل كبير مع عناوين المهرجان الثقافية والفنية والتراثية ولعلّ ذلك التفاعل يدل على نجاح التجربة المعنونة بأيام الثقافة السورية التي أقدمت عليها (وزارة الثقافة) خلال الأعوام السابقة وهي تجربة تحتاج إلى تطوير بحيث تتزامن مع مهرجانات وطنية مركزية من قبيل مهرجان البادية الذي أقامته (وزارة السياحة) قبل عقدين من الزمن في مدينة تدمر وانتقل إلى محافظات عدة وشهد إقبالاً وتفاعلاً جماهيرياً غير مسبوق إضافة إلى مهرجانات أخرى شهدتها بعض محافظات القطر بمبادرات محلية وبالتعاون مع المجتمع المحلي والشراكة معه.

إن معاينة وقراءة في هذه المهرجانات والملتقيات السنوية تجعل المتابع والمحلل لحيثياتها يدرك مسألة أن التراث الشعبي بكل تفاصيله يحظى باهتمام كبير من الجمهور ويتفاعل معه بشكل غير مسبوق ولاسيما الغناء والدبكات الشعبية والحكاية والشعر الشعبي ولاسيما تلك التي ارتبطت بذاكرة الناس مايبرز الحاجة إلى إيلائها أهمية ورعاية خاصة من الجهات المعنية بالشأن الثقافي ورعاية واحتضان ودعم فرق الفنون الشعبية وإحياء التراث المادي واللامادي إضافة إلى تشجيع حالة التنوع في الثقافة الوطنية السورية بما لها من فرادة وجمالية خاصة تغني المشهد الوطني والفكرة الحضارية السورية القائمة أساساً على التنوع المتناغم تحت إطار الهوية الحضارية الجامعة ما يعزز النسيج الوطني ويجعله أكثر قوة وهو الذي تعرض لاستهداف غير مسبوق خلال العشرية المنصرمة في محاولة يائسة لتوطين ثقافة لاتشبه الثقافة الوطنية للشعب السوري التي تتجذرعميقاً في التاريخ والوجدان العام.

إن الثقافة الوطنية في جوهرها هي النواة الصلبة في تحديد الهوية هوية الشعب وانتمائه والحامل الأساسي في ذلك هو اللغة بوصفها أداة تعبير وتفكير ووعاء فكر فالإنسان يفكر كما يتكلم ويتكلم كما يفكر فهي سياج الهوية وحصنها الآمن وفي هذا المقام تبرز الحاجة إلى التحذير والتنبيه لما تشهده بعض المناطق في سورية التي هي خارج سيطرة الدولة من محاولات لضرب الثقافة الوطنية واللغة العربية وسعي يائس لفرض ثقافة غريبة على أبناء تلك المناطق وهي بلا شك محاولات محكوم عليها بالفشل والسقوط وعلى الساعين إليها بالخذلان ولعنة التاريخ.

إن الندوب التي أصابت بعض مفاصل الجسم السوري بحكم الاستهداف غير المسبوق ليس للنظام السياسي وحسب وإنما للمنظومة التي تربى ونشأ عليها السوريون سيكون علاجها ممكناً ومتيسراً لتلتئم ويصبح الجسم الوطني أكثر قوة ومنعة ويستعيد عافيته ويكمل مسيرته في إعادة بناء شامل يتجاوز كل نقاط الضعف ويعزز في نقاط القوة وما أكثرها وهي مهمة الجميع أفراد، ومؤسسات، ومجتمع محلين فالوطن لا يحميه ويبنيه إلا سواعد وعقول أبنائه الشرفاء والخلص.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة