الثورة – فاتن دعبول:
هي سيدة من عبق الضوء، وقامة فكرية لها في كل قلب وعقل بصمة في تاريخ الثقافة السورية والعربية، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي.
بدأت الدكتورة نجاح العطار مهامها في وزارة الثقافة التي لم تكن فيها وزيرة وكفى، بل عقلاً خصباً ومبدعاً، استطاع أن يستقطب أقلام المبدعين، وينثر عبق الثقافة العربية السورية في كل مكان.
هذا التاريخ من العطاء، يجب أن يكرم، وقد كان منحها وسام أمية ذا الرصيعة من قبل السيد الرئيس بشار الأسد تتويجاً لمسيرة حافلة مستمرة، واحتفاء بهذا النشاط وهذا الحدث والإبداع، خصصت دورية الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب عدداً كاملاً بأقلام مبدعين وكتّاب سوريين تناولوا فيه الكثير من جوانب إبداعها.
كتب د. محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية” لقد عرفتها متألقة في مبادراتها وعطاءاتها في وزارة الثقافة في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته.. فألفيت في شخصها الكريم الهمة العالية، وقوة الإرادة، وسمو القيم، وروعة البيان، ونبل المشاعر، إذ إنها تعلقت بوطنها في أعماق وجدانها، وجسدته في سلوكها، إخلاصاً في العمل وتفانياً في الأداء، وحرصاً على كل القيم الوطنية النبيلة..”
وتحت عنوان” أصالة الفكر وصفوة الأدب المصفى” كتب د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب” إنها سيدة وطنية رائدة في العمل الثقافي المؤسس على رغبة حقيقية في وضع استراتيجية ثقافية نهضوية تهدف إلى إصلاح المجتمع من جوانبه كلها”.
وبدوره عبر سعد القاسم عن مشاعره تجاه قامة ثقافية وفكرية بالقول” كتب الكثير عن الدكتورة نجاح العطار، وهو بعض ما تستحقه، سواء عن شخصها كأديبة مثقفة ثابتة القيم الوطنية والإنسانية، أم كصاحبة مشروع ثقافي طموح تشمخ شواهده بمكتبة وطنية، ودار للثقافة والفنون، ومعاهد للموسيقا والمسرح، وفرقة سيمفونية وطنية، ومراكز ثقافية ومتاحف تنتشر في كل مكان، وصالات عرض ومعارض، ومهرجانات للسينما والمسرح والموسيقا ..”
ونقرأ في العدد المخصص لتكريم الدكتورة نجاح العطار ما كتبه الإعلامي ديب علي حسن، تحت عنوان” قبسات من شعاع الفكر والنضال” متوقفاً عند بعض ما جاء في كتابها” أوراق شخصية في بريطانيا والوطن” مبيناً أن هذا الكتاب فيه صفحات من تاريخ العمل والهم الوطني والقومي، تاريخ من تأسيس الأسرة التي هي ركن من أركان ثبات المجتمع وتطوره ووعيه وقدرته على المواجهة”.
ويضيف: إن الكتاب يعبر عن الدفء الإنساني والوطني الذي يطالعك منذ الإهداء إلى آخر صفحة، وهو يختزل قارورة عطر الإنجاز، الدرب لم يكن معبداً، ولكن الهمة كبيرة والمدى واسع بلا حدود..”
ورأى الشاعر والأديب قحطان بيرقدار أن العطار هي مدرسة كبرى وقامة وطنية مثال، يقول: إنها مدرسة كبرى يحتذى بها في بناء الإنسان، ثقافياً ووطنياً ومدّه بألوان المعرفة اللازمة لتأهيله وإعداده ليكون إنساناً وطنياً واعياً وعارفاً بوجهته، وعاملاً لخير أمته ووطنه، وقد كان هذا الهاجس الأساس في مسيرة عمل الدكتورة نجاح العطار الثقافية والوطنية المكللة بالنجاح والتوفيق دائماً.
وعبر مراد السوداني عن تقديره الكبير للقامة الفكرية الدكتورة نجاح العطار ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقال: لم تغادر فلسطين وجدان وروح د. نجاح العطار، حملتها إيقونة مقدسة وظلت حتى اللحظة ترددها في سياقاتها الجليلة، وأسمائها الحسنى، ما يجعل هذه الفلسطين أول القول ومنتهاه في جملة العطار ومداخلاتها ولقاءاتها..
لقد احتفى العدد الخاص بالدكتورة نجاح العطار، وعبرت أقلام الكتاب عن عظيم شأنها وإنجازاتها التي لا تزال شاهدة على مثابرتها وجهودها الكبيرة في خدمة الفكر والثقافة، ولكن ربما ما ختم به السيد الرئيس بشار الأسد في تكريمها يختصر الكلام جميعه عندما قال “إن الوسام لا يقلد اليوم للدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية ليمنحها مكانة أو احتراماً تمتلكهما سلفاً، وإنما ليستمد الوسام منها القيمة والمقام، والقدر والاحترام”.