درعا – عبد الله صبح
قبل الحرب العدوانية الظالمة على سورية تجاوز عدد الأبنية المدرسية الحكومية التي تتبع لمديرية تربية درعا 955 بناءً مدرسياً، إضافة إلى 158 بناءً تحت إشرافها، من ضمنها 43 بناء تشمل المجمعات التربوية والمستوصفات الصحيَّة ومنشآت منظمات طلائع البعث واتحاد الشبيبة وأبنية وكالة الغوث.
إلا أنه وخلال سنوات الحرب العدوانية على سورية وبسبب الممارسات الإرهابية للعصابات المسلحة تعرّض الكثير من تلك الأبنية للضرر والتخريب الجزئي أو الكلّي، ما ترك الباب مفتوحاً للصوص ومن لوّثت الحرب العدوانية عقولهم بالسطو على تلك الأبنية- منارات العلم- وسرقة صنابير مياه التلاميذ والطلاب، وحتى النوافذ التي تقي إخوتهم أو رُبَّ أبنائهم من برد الشتاء وحر الصيف.
تشاركية في تأهيل عشرات المدارس
للوقوف على هذا الملف التقت (الثورة) رئيس دائرة الأبنية المدرسية المهندس راضي الونَّي والذي تحدث قائلاً: إنَّ مديرية تربية درعا استطاعت بعد تسويات 2018 تقليص عدد الأبنية الخارجة عن الخدمة إلى 131 من أصل 214 بناءً مدرسياً، إضافة لتعرض 85 %من الأبنية المتبقية إلى الاهتلاك وأضرار بنسب متفاوتة.
ولفت إلى أنه بُعيد التسويات ولمواكبة عودة الأهالي للمناطق التي هُجِّروا منها قسراً، قامت مديرية التربية بنشاط واسع من خلال بندي الموازنة الاستثماري وإعادة الإعمار وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع المحلي بإعادة وتأهيل 83 بناءً مدرسياً بشكل كامل حتى بداية الشهر العاشر من العام الحالي 2022 وإدخالها للخدمة، إضافة لتأهيل 471 بناءً بشكل جزئي تم العمل بها وفق الاحتياج والأهمية، شملت المرافق الصحية والبللور والأبواب والشبابيك والمقاعد الدراسية وباقي المستلزمات، علماً أن هذه الأبنية استثمرت ووضعت بالخدمة بشكل كامل منذ العام 2018.
70 مرفقاً صحيّاً
وذكر المهندس الونَّي أنه خلال العام 2022 تم تأهيل 13 بناءً مدرسياً و 70 مرفقاً صحيّاً عن طريق المنظمات الدولية توزعت على كل من بصر الحرير وخربة غزالة والشيخ مسكين وداعل وجاسم وعتمان ودرعا البلد ومحجة وكوم الرمّان.
فيما بلغ عدد المدارس التي تم تأهيلها بشكل جزئي على البند الاستثماري لميزانية تربية درعا 153 بناءً مدرسياً خلال العام 2022، و4 أبنية مدرسية بشكل كامل.
إعادة الإعمار.. وميزانية خجولة
وأشار رئيس دائرة الأبنية المدرسية بتربية درعا أنه تمَّ إعادة تأهيل 3 مدارس تحت بند إعادة الإعمار خلال العام 2021 بقيمة 550 مليون ليرة سورية، توزعت على مدارس الشهيد الكناكري في نوى ومدرسة بصر الحرير العاشرة ومليحة العطش الثانية في ريفي درعا الأوسط والشرقي، أما الأعمال التي تم تنفيذها تحت هذا البند خلال العام 2022 تكاد لا تذكر، وتمثلت باستكمال عقد لمشروع واحد بقيمة 3 ملايين ليرة وتخصيص90 مليوناً كميزانية للعام 2020 لم يتقدم لها أي عارض فعادت إلى خزينة الدولة، لكن الذي يراهن عليه اليوم المجتمع المحلي هو أن تبسط الحكومة يدها في هذا البند كي يتعافى جسد القطاع التربوي ويعود لألقه السابق.
بينما عدد المدارس التي تم إعادة تأهيلها خلال سنوات الحرب وحتى العام الماضي 2021 بلغت 48 بناءً مدرسياً بشكل كامل و 200 مرفق صحّي عن طريق المنظمات الدولية.
فيما بلغ عدد الأبنية المدرسية التي تم تأهيلها خلال الفترة ذاتها عن طريق موازنة التربية 483 بناءً بنسب متفاوتة.
حسب الاعتمادات
ميزانية العام القادم 2023 ستتم مناقشتها حسب الأولويات والاعتمادات عبر لجنة الخريطة المدرسية في محافظة درعا لتوزيع الجهود بين جميع الأطراف الفاعلة (تربية درعا، المنظمات، الخدمات الفنية، المجتمع المحلي)، بهدف استكمال وتأهيل الأبنية المدرسيَّة المستثمرة لإعادة أكبر عدد ممكن من الأبنية الخارجة عن الخدمة حسب الأولوية والاحتياج.
أعمال سرقة وتخريب
يتابع الونَّي الحديث: رافق كل ذلك الجهد والنشاط من إعادة تأهيل العشرات من الأبنية المدرسية في أرجاء المحافظة نشاط عكسي مُشين تمثل بحدوث أعمال سرقة وتخريب المئات من مدارس المحافظة، حيث وصل عدد المدارس التي تمت سرقتها خلال العام الماضي 211 مدرسة من أصل 311 مدرسة تم إعادة تأهيلها خلال العام 2021.
وبين أنَّ أعمال السرقة شملت أدوات وتجهيزات كهربائية وأبواب وشبابيك ألمنيوم ومستلزمات المرافق الصحية، إضافة لأعمال بقصد التخريب للأبنية الخارجة عن الخدمة بهدف الاتجار بالحديد المستعمل وبقايا الردميات والتي وصل عددها إلى 7 مدارس في كل من منطقة طريق السد بدرعا ومنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.
مئات الضبوط دون رادع
بينّ رئيس شعبة الدراسات والقضايا في تربية درعا كمال عميّان أنَّ عدد الضبوط التي نظمت بالمدارس التي تم سرقتها خلال سنوات الحرب بلغت أكثر من 2000 ضبط- لم تأت بثمن الحبر التي كتبت به- شملت آثاثاً ومستلزمات وأبواب ومحروقات وأدوات كهربائية وأجهزة إلكترونية وتقنية، إضافة إلى حديد أسقف المدارس التي تمت تسويتها مع الأرض وحتى الردميات لم تسلم من أيادي العابثين فزادت الخراب خراباً.
دور المجتمع المحلي
بدوره المهندس منهل العمّارين مدير تربية درعا بين (للثورة) أن المجتمع المحلي ساهم ما بين عامي 2018 و 2022 بإعادة تأهيل 18 بناءً مدرسياً وبنسب متفاوتة في كل من صيدا والحراك وبصر الحرير ودرعا البلد.
اليوم الجميع يراهن على أن يأخذ المجتمع المحلي دوراً أكثر فعالية وخاصة بعد إشراكه في عملية إعادة تأهيل الأبنية المدرسية، وهذا الدور يجب أن يتمثل بالمحافظة على الأبنية المدرسية من خلال حمايتها وإسدال الستار على مشهد العبث بالممتلكات العامة ولاسيما المدارس التي تشكل الحامل الرئيسي للخروج من أزمة الانغماس في فوضى ظلامية وعادات بعيدة عن نهج وتعاليم أمة إقرأ.