فؤاد مسعد:
مجموعة من اللوحات الفنية التي تقدم كل منها سيمفونية لونية متعددة التقنيات ضمها المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي العالمي الدكتور عز الدين شموط والذي يقام في غاليري “دمشق” ويستمر حتى العشرين من الشهر الجاري.
من ضمن اللوحات التي تعكس في مجملها تجربة غنية تمتد على مدى أكثر من ستين عاماً، يقف المبدع عز الدين شموط أمام إحداها متحدثاً لـ”الثورة” عن مفرداتها مستذكراً الآثار الأولى لبزوغ فكرتها، يقول: عندما كنت في البرتغال زرت متحفاً للعربات الملكية “الكاليش” التي تركت في داخلي ذكريات بصرية دفعتني لإنجاز لوحة تعكس أثرها في نفسي، ولدى التدقيق في اللوحة نجد دولابين عززتهما بعناصر أخرى، وفي مقدمة العربة هناك تماثيل من خشب، إن نظرنا إليها نجدها وكأنها تمشي وتفتح الطريف للعربة، وهناك الغرفة الصغيرة للعربة وتمثال هو الحارس الأمين لخلفيتها، وأدخلت للوحة وحدات أخرى من الطبيعة الصامتة كالطاولة التي أتيت بها من عصر النهضة، والعصافير والزخارف والأوراق النباتية والعمود الأثري، والساعة التي تدل على الزمن الذي يجمع الآثار المتعددة مع الزمن الحالي، إضافة إلى ارتباط الزمن بالضوء الذي يتحرك ويحركنا، حيث وضعت الفانوس، فالضوء هو المعرفة .
ويؤكد أن الهدف الرئيسي من لوحاته أن تكون مُفرحة للمشاهد وكأنها تحدث في نفسه حالة “طرب بصري”، يقول: عندما يشاهد المتلقي لوحتي ينبغي أن تبعث في نفسه نوعاً من الراحة النفسية والصفاء عبر ألونها وأشكالها، وأستخدم في اللوحة الواحدة أكثر من تقنية وأكثر من طريقة في الرسم، فتجد فيها التكعيب وملامح سريالية خيالية ونوعاً من الرسم الأكاديمي، وينصهر ذلك كله ضمن سيمفونية اللوحة المرسومة .
