الاعتزال الذي أعلن عنه الحكم الدولي مسعود طفيلية على خلفيه احتسابه ركلة جزاء غير صحيحة في أحد مباريات الدوري، والاعتذار عن الخطأ غير المقصود الذي ارتكبه الرجل، هو بالتأكيد يعدّ سابقة في كرتنا التي شهدت الكثير من الأخطاء الفادحة على المستوى التحكيمي من دون أن يعترف مرتكبوها بخطئهم برغم أنها كانت مؤثرة جداً، وربما بشكل أكبر من تأثير ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم مسعود طفيلية خلال مباراة الفتوة والجزيرة لحساب منافسات الجولة التاسعة من الدوري الممتاز لكرة القدم.
في الحقيقة فإن تصرف الحكم الدولي طفيلية يشير قبل كل شيء إلى حس المسؤولية الذي يتمتع به أحد أبرز حكام كرتنا خلال السنوات الماضية، والاعتزال،(وإن كان حدثاً سلبياً سيخلق أزمة تحكيمية في كرتنا)،إلا أنه وباعتباره حدثاً فريداً يشير إلى غياب أي إحساس بالمسؤولية عند معظم الحكام، ولا سيما أولئك الذين تكررت أخطاؤهم وتشوهت سمعتهم،وباتت حياديتهم على المحك بعد سلسلة الأخطاء المتكررة والمفضوحة التي وقعوا بها بسيناريوهات تؤكد أن الأخطاء ليست بشرية، وإنما مقصودة إلى حد بعيد.
لن ندخل في دوامة الأسباب الخفية التي أدت بالحكم طفيلية لإعلان اعتزاله فما يعنينا هو ظواهر الأمور، وليس بواطنها،ولن نبحث في تبعات الاعتزال المفاجئ فهذا ليس محور بحثنا حالياً.
ما يعنينا في الوقت الراهن هو سلبية تصنيف الاعتزال بسبب الخطأ كحدث فريد لأن هذا مؤشر على أن معظم حكام كرتنا اعتادوا الخطأ من دون وجود رادع أخلاقي أو من دون تحرك ضمير أي منهم عكس ما حدث مع الكابتن طفيلية الذي أعلن اعتزاله و اعتذاره.