في مثل هذا اليوم التاسع عشر من كانون أول من العام ٢٠١٦ لفظ أهلها الإرهاب وإلى الأبد . فحلب كانت وما زالت حامية الثغور والسد المنيع بوجه كلّ الطغاة المعتدين ،ولما لا وهي درّة الشرق وتاج الحضارة والعطاء وبوصلة العالم في الإبداع ، أمها على مرّ العصور الكثير من الأدباء والكتّاب وذوي الشأن الاقتصادي لموقعها المتميز في الشمال السوري ، هذا هو شأنها عبر الاثني عشرة ألف سنة من عمرها . . عمرها الذي كتب في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٦ بالدم ، ليس لسورية وحسب ، إنما للمنطقة والعالم .
في مثل هذا اليوم لفظت حلب الإرهاب وانتصرت عليه، لتشرق شمس الأمل إلى باقي البقاع السورية .
والسيد الرئيس بشار الأسد عندما يقول: “إن الزمن والتاريخ مرتبطان ببعضهما البعض ولكن الناس لا تذكر الزمن بل تذكر التاريخ والزمن يتحول إلى تاريخ عندما تقرر الأحداث المهمة الكبرى بالعالم أن تحول الزمن إلى تاريخ”. وهذا يعني أن حلب حولت الزمن إلى تاريخ ليرسم السوريون بنصرها حقبة عالمية جديدة …على عتباتها اكتمل سقوط القطب الواحد ومن فوق قلعتها يعلو العلم العربي السوري معلنة عالماً متعدد الأقطاب معياره سياسة دمشق وأبعاده إلى حيث وصلت رصاصات الجندي العربي السوري في دويها فأرعبت الغرب .
ولا يخفى على أحد أن الجيش العربي السوري ومعه الحلفاء حشد واستعد للمعركة الحاسمة، وكان له ما أراد ، فها هو يحقق الانتصار على قوى الشر وداعميهم من دول كانت وما زالت نكرة في عداد الدول .
انتصرت حلب لما تمتلكه صفات هامة تؤهلها لأن تكون من أعظم مدن الشرق الأوسط.. فهي تعد إحدى أجمل المدن السورية، اشتهرت بالصناعات المختلفة والمتنوعة، إضافة إلى قلعتها المسجلة في التراث العالمي ، وظلّت المركز الاقتصادي لسورية وكانت لها أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، كلّ ذلك جعل منها محط أنظار الطامعين على شاكلة اردوغان سليل العثمانية الوحشية الذي أبى إلا أن يسعى إلى استعادة حلم أجداده في محاولة توسيع حدود دولته الاخوانية نحو حلب.‌ وفوق كلّ ذلك إن انتصار حلب يعطي مؤشراً مهماً على فشل المشروع الصهيوني في المنطقة .
إن انتصار حلب كتبه كلّ مواطن سوري.. هذه الكتابة التي لم تبدأ منذ ذلك اليوم الذي لفظت فيه الإرهاب بل بدأت منذ زمن عندما بدأت الأزمة والحرب على سورية . . فستبقين يا حلب مقصد كلّ الشرفاء لأنك في القلب والوجدان .