أصحاب الشائعات المغرضة يتسولون عبر مسارب مختلفة لتغذية أمنياتهم بأن يروا السوريين بأتعس حالاتهم بعدما جربوا في الميدان كل موبقاتهم، لكن شارة النصر والانتصار كانت دائماً للجيش العربي السوري، فانتقلت وخزاتهم إلى الضفة الأخرى التي اعتادوا من خلالها زيادة مساحة الكذب والتضليل والعنف على آلام مجتمعنا بحرب الشائعات علّها تزعزع وتشوش محبة السوريين ومشاعرهم تجاه بلدهم.
حرب الشائعات هذه لم تكن طارئة بل هي أساس العنف الممارس قديماً وحديثاً بحق الشعوب نفسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً بدءاً من اللفظة وليس انتهاء بالقتل والخراب والتدمير.
لقد اعتاد شعبنا على رسائل التزوير ونقل الأخبار الكاذبة عبر صفحات صفراء يتقولون بدلاً عن جهات رسمية حكومية فحواها زيادة الضغط النفسي على المواطنيين لتصدر عنهم ردات فعل غير مستحبة هنا وهناك كما يرغبون، مستغلين أدوات ووسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار.
متصيدو واقع الحال المحلي عمدوا خلال الأسبوع الفائت على تصدير أكثر من خبر ملفق على شاكلة أن رواتب العاملين سيتأخر صرفها لعدة أشهر، وأن العديد من الأفران لم تعد قادرة على الاستمرار في عملها، وأن بعض المشافي سوف توقف العمليات الباردة، وأن خدمة النت تعمل لساعات محددة وغيرها الكثير من سم الكلام، ليأتي النفي والتوضيح جلياً من الجهات المعنية.
هي أخبار مؤذية للنفس بالتأكيد وصادمة للوهلة الأولى لكن سرعان ماتتبدد تجاربهم الفاشلة لآلاف المرات اليائسة المتكررة.
يبدو أن نصال الحقد عند أعدائنا عافت حظها وأخذت تتوارى وراء صقيع بعض النفوس التي ضاقت زرعاً بالسوريين رغم آلامهم وأوجاعهم، لن تأخذنا العاطفة إلا بمقدار حب الوطن الذي من أجله نتحمل كل الصعاب وإن قساوة الظروف والأيام لن تدوم، ومن يستغل الوضع العام وقلة الموارد نتيجة حرب همجية طاحنة وحصار جائر، ويعمل للتخريب يقابله من النفوس الوطنية الخيرة والمؤمنة بالإبداع والإختراع لبناء ماتصدع وأعمار البشر قبل الحجر، هم السوريون لا ينامون على ضيم فلنا في تضحيات جيشنا وشعبنا ومآثر شهدائنا المنارة الساطعة.