مجامع اللغة العربية… تاريخ ومحطات

الملحق الثقافي:

المجامع اللغوية العربية هي مؤسسات علمية بحثية تعنى بالمصطلح، وشؤون التعريب واللغة في جميع مجالات المعرفة الإنسانية.. درج بعض الباحثين في نشأة مجامع اللغة على محاولة الرجوع بأصولها إلى المجامع العلمية في المشرق القديم، بل حاولوا تقصِّي جذورها منذ نشأة التاريخ البشري.. وذهب آخرون إلى الحديث عن مجالس سقراط وأفلاطون المعروفة باسم أكاديموس نسبة إلى البطل الأسطوري اليوناني الذي كان يعتبر حامي أثينا.. وتعكس تلك المجالس القديمة والمجامع العلمية مظاهر العناية التي توليها الشعوب منذ القديم لنقل العلوم والمعارف والحضارات إلى لغاتها وذلك لتحقيق النهضة والتقدم وتشجيع الإبداع والتأليف.
محمد كرد علي منشئ أول مجمع لغوي – دمشق 1919
ولعلّ الأقرب إلى الواقع أن ننظر إلى مجامع اللغة من خلال المراحل اللغوية والفكرية التي تمر بها الشعوب خلال نهضتها وما يحصل من تماسّ بين لغتها ولغات الأمم الأخرى بكل ما وصلت إليه من تطور فكري في العلوم والآداب والفنون.. ذلك ما حصل بالنسبة للعرب المسلمين حين خرجوا من جزيرتهم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، فنشأت عن ذلك أوضاع جديدة أمام اللغة العربية، وكان عليها أن تواجه منذ عهد مبكر قضايا متعددة سواء فيما يتصل بتعريب مؤسسات الدولة، أو نقل العلوم والمعارف، أو حتى تعليم اللغة العربية نفسها.. ويمكن اعتبار المحاولات الأولى لإقامة مؤسسات تواجه هذه المتطلبات الجديدة أقدم نواة لمجامعنا اللغوية.. وأقدم هذه المؤسسات في تاريخنا هي لجنة الترجمة التي أنشأها الأمير الأموي خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (ت 85هـ) في دمشق، وذلك لترجمة الكتب الكيميائية ونحوها من اليونانية إلى العربية.. وقد لاقت فكرة هذه المؤسسة رواجًا في العهود الإسلامية اللاحقة، فإذا بالخلفاء يولون الترجمة والنقل عناية فائقة، مثلما فعل الخليفة العباسي المنصور، وهارون الرشيد الذي وضع أسس بيت الحكمة، هذه المؤسسة التي وصلت إلى ذروة ازدهارها في عصر المأمون.
شهد النصف الأول من القرن العشرين، نهضة كبرى في الاهتمام باللغة العربية، وإنشاء المجامع اللغوية العلمية في العديد من الدول العربية، أقدمها هو مجمع دمشق عام 1919 ثم مجمع القاهرة 1932، تلاه مجمع بغداد 1947، ثم باقي الدول العربية، فكان لا بد من تعاون المجامع الـ3 من أجل إنشاء كيان يجمع تلك المجامع اللغوية وتنظيم الاتصال وتنسيق الأعمال بينها، فتم تأسيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية عام 1971 برئاسة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي.. عقد مؤتمر المجامع اللغوية العلمية العربية في دمشق خلال عام 1956 بإشراف الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، وأسفرت بحوث المؤتمر ومناقشاته عن توصيات مهمة ترمي إلى تحقيق نهضة لغوية شاملة، وأُدرجت هذه التوصيات في 5 أقسام أساسية وهي:
الأول: تأسيس اتحاد للمجامع اللغوية العلمية العربية لتنظيم الاتصال بينها وينسق أعمالها، ويكون المرجع الذي يوحد المصطلحات التي تضعها المجامع والمؤسسات العلمية والعلماء.
الثاني: تشجيع التأليف والترجمة.
الثالث: وضع المصطلحات العلمية.
الرابع: تحقيق المخطوطات ونشرها.
وفى عام 1971 تم تأسيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، إذ اقترح فيها تشكيل لجنة تتألف من عضوية كل مجمع لغوي في القاهرة وبغداد ودمشق، لوضع نظام هذا الاتحاد، واجتمعت اللجنة بالدكتور طه حسين، وتم وضع النظام الأساسي والداخلي للاتحاد، وانتخب الدكتور طه حسين رئيس مجمع القاهرة رئيساً للاتحاد، والدكتور إبراهيم مدكور أميناً عاماً للاتحاد، والدكتور أحمد عبد الستار الجواري عن مجمع بغداد، والدكتور عدنان الخطيب عن مجمع دمشق أمينين عامين مساعدين
الاسم الدولة التأسيس الشعار
1 مجمع اللغة العربية بدمشق سورية 1919
2 المجمع العلمي اللبناني لبنان 1928
3 مجمع اللغة العربية بالقاهرة مصر 1932 شعار مجمع اللغة العربية.
4 المجمع العلمي العراقي العراق 1947
5 مكتب تنسيق التعريب المغرب 1961
6 مجمع اللغة العربية الأردني الأردن 1976 شعار مجمع اللغة العربية الأردني
7 مؤسسة بيت الحكمة تونس 1983
8 مجمع اللغة العربية بالخرطوم السودان 1993
9 مجمع اللغة العربية الليبي ليبيا 1994
10 المجلس الأعلى للغة العربية الجزائر 1996
11 مجمع اللغة العربية في حيفا إسرائيل 2007
12 مجمع اللغة العربية الافتراضي السعودية 2012 مجمع اللغة الافتراضي
13 مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية السعودية 2012
14 مجلس اللسان العربي موريتانيا 2017
15 مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية السعودية2020

العدد 1125 – 20-12-2022

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات