فؤاد مسعد:
أن تمتلك قدرة التأثير في الحضور ضمن المسرح إلى درجة تجعل أعينهم تدمع فرحاً وحزناً باللحظة نفسها، هو أمر ليس بالسهل، ولكن فعلته جوقة «فرح» في أمسيتها الميلادية «ضوي هالعتمات» التي أقامتها على خشبة مسرح دار الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون على مدى أربعة أيام «آخرها مساء اليوم»، حيث خصصت أغنية بعنوان «رح نرجع بكرا نتلاقى» جمعت فيها بين أفراد الجوقة الموجودين على المسرح وأفراد الجوقة المغتربين في كل أصقاع العالم، غنوا معاً بصوت واحد وروح واحدة لتضيء القلوب بالحب والدفء والأمل والرجاء، هي فرحة برؤية من تغرّبوا وغصة ابتعادهم عنا، إحساس وصل بحرارته ولامس وجدان الكثيرين في الصميم.
لم تكن «رح نرجع بكرا نتلاقى» مجرد أغنية وإنما حفلت بتفاصيل مؤثرة شكّلت عنصراً إضافياً زاد من شدة حميميتها، فما أن ظهر أفراد الجوقة المغتربون على الشاشات حتى تبادلوا السلام والتحية مع أفراد الجوقة على المسرح الذين بادلوهم التحية كلٌّ باسمه، في رسالة تؤكد أن البعد لم يُضعف من حرارة اللقاء لا بل ربما زاد الاشتياق، الأمر الذي بدا وكأنه جزء أساسي من صميم الأغنية وعكس مدى صدقها وكمية المحبة التي تحملها.
كلّ أغنية أو ترنيمة قُدمت كان لها خصوصيتها وفرادتها، وكان البرنامج غنياً وحافلاً بالمفاجآت والدهشة، فجاءت الأمسية روحاً واحدة متناغمة تعجّ بالمشاعر والغناء والفرح، وشكلّت في مجملها دعوة لإضاءة الدروب المظلمة في حياتنا وحياة من حولنا، وليكون كل منا نجمة ميلاد حاضرة في هذا الزمان، ورغم الأغاني التي حملت لمسة حزينة كان الفرح حاضراً، لأن أفراد جوقة الفرح فيما يقدمون هم صنّاع فرح.
يذكر أن أكثر من أربعمئة شخص من مختلف الأعمار شاركوا في الأمسية إضافة إلى العازفين في الفرقة الموسيقية.
