مرّت سنوات العمر ليأتي عام لعلّه يحمل الفرج والفرح على كلّ الناس، نستعدّ لاستقبال العام الجديد والتحرّر والهروب من كلّ ما مضى ليس إلّا أملاً وإيذاناً وإشعاراً بأنّ قادم الأيام أجمل.
السنوات العِجاف التي فرضتها حرب الإجرام العالمي على كلّ شعوب الأرض جعلت المسافة بين سنة وعام أكبر مما يتخيّله العقل البشري، لكنّ الفطرة الإنسانية تبحث دائماً وأبداً عن الجانب المضيء في الحياة وتجد ضالتها في مُشترك القيم والمُثل والأخلاق لأنها جميعها متصفة بالأزلية والأبدية.
بحسب أفلاطون وأقواله وأفكاره فإنّ البحث في الأخلاق يعني الاتساق لمثال الخير، والخير فينا أقوى من إجرام العالم، ولا يتعيّن علينا سوى الامتثال لهذا الخير القابع في ذواتنا وهو ما يحاول مجرمو العالم تجريدنا منه لنكون صورتهم الشيطانية وهذا ما لم يحدث ويتحقق..
أدرك الفيلسوف أفلاطون أنّه لا يمكن الجزم بأيّ رأي حول أيّ موضوع من موضوعات الفكر البشري ببساطة، وأدركنا أن هذا يرجع إلى عالم المُثل الذي افترضه أفلاطون وجعله موطن الحقيقة المطلقة ومعرفتها.
الحقيقة المطلقة لاستكمال السعادة وراحتها ونحن نودّع سنة لنستقبل عاما ليس إلّا غرساً طيّباً يأكل طيّبا، وإنّ ثمرة العمل الصالح كأصلها، وهنا نؤكّد على بنية النفس الإنسانية بصورها ومُثلها التي تُثمر الحلاوة والراحة بالصبر والحكمة والتهذّب والجود التام والرحمة لتحيا أنفسنا بذلك وتسعد.
بين السنين التي وُصفت بعجاف عند قوم سيّدنا يوسف وجاءت بوصف أعوام أيّام الرخاء أرجو لكلّ السوريين أعواماً فيها علمٌ وعمل ومعرفة وثمر قبل غرس الشجر، ففي كلّ ذلك راحة وفائدة وجوهر حقيقة نحيا به…
كلّ الخير لكم في كلّ الأعوام.
السابق
التالي