لست ممن يندبون كثيراً ولا أعرف أن يأساً سيطر علي لفترة طويلة وأشعر دائماً أننا نمضي نحو الأفضل مهما كان السواد يلفنا والمسألة تكمن في القدرة على اجتراح الحلول لما نحن فيه.
حلول لم ولن تكون من غير واقعنا ومن صنعنا لا تنفع معها البلاغة الكلامية أبداً، بل بلاغة الفعل هي الأصدق حتى من سيف أبي تمام بفتح عمورية..
اليوم تخطر في البال رائعة فيروز يا زماناً ضاع في الزمن وكنت قد عقدت العزم أن يكون العنوان كما هو دون تحوير لكن شعاعاً ما اخترق العبارة الفتانة الموحية الطافحة بالدلالات وجعلها يا زماناً ضاء في الزمن فقط مجرد تغيير حرف انقلب المعنى إلى شلال من النور.
اليوم ونحن على عتبات عام جديد ترنو عيوننا إلى القادم نعلن الأماني نطلق الخيال يسرح.. نعيش توقاً يتقد.. ونعبر الزمن ولكن بعد حين نعلن عن خيباتنا ونردد: كل يوم يمر هو أفضل من الآتي..
لم نسأل أنفسنا: لماذا يكون الأمس أفضل من الغد؟
لماذا لا يثمر زهر أمانينا.. ما العلة وأين تكمن.. هل الزمن هو الذي يعاندنا أم علينا أن نعترف بكل شجاعة: أننا لم نزرع بذور الغد.. كلام وتهويمات أطلقناها وجعلنا مدارها الزمن.. لكن الأرض التي يجب أن تنبتها ظلت قاحلة دون عمل.
لم نفعل شيئاً لينبت زهر الأماني.. فمهما كان الخيال خصباً ومترعاً فلابد له من يدين تعملان على أرض الواقع..
ومع نهاية كتابة هذه الزاوية سمعت زوجتي تدندن بهمس (وأنا الآن يسكنني الأمان)
فوجدت نفسي أحورها أيضاً ( وأنا الآن يسكنني الأمل )..
كل عام وأنتم بخير صناع الأمان والأمل.. أمهات الأبطال شهداء وجنود وعمال.. أمهات النشء الذي نعرف انه سيضيء الدروب مهما كانت العتمة.. سلام لكم من مطلع الأمل إلى ساحات الوعد والعمل.. سنعبر هذه المحن مهما قست ومن عبروا محناً قبلنا ليسوا بأجدر منا .. نحن نكمل دروبهم.. ويضيء زماننا في الزمن القادم.
السابق
التالي