لم تكن التحديات التي مرت على سورية ورغم قسوتها قادرة على إيقاف تدفق الأمل في نفوس أفراد المجتمع على اختلاف شرائحهم وبيئاتهم وظروف الحياة التي ينضوون تحت خانتها، فكان شعار الأمل بالعمل هو بوصلتهم التي ترسم خطاهم نحو الغد الأفضل، في تحد كبير لكل ما يمكن أن يقف عائقا في تحقيق الأهداف الكبيرة من أجل إعادة البناء من جديد.
وفي جردة حساب سريعة ولسنا في هذه العجالة معنيون باستحضار تفاصيلها، ولكن يمكن الإشارة إلى الإنجازات التي تحققت على صعد الثقافة كافة” السينما، الدراما، الفن التشكيلي، ومعارض الكتب والمسابقات وتحقيق الجوائز، واعتلاء المنابر العربية والدولية في غير مهرجان ومؤتمر ومشاركات متنوعة، واستطاعت سورية أن تكون حاضرة دائماً بإبداع أبنائها الذين حملوا رسالة الحضارة والفن والثقافة إلى العالم عبر أعمالهم التي ارتقت إلى مستوى العالمية، واستطاعت أن تنافس في غير محفل عربي وعالمي ليرفرف العلم معلناً وفي كل مرة انتصار أبناء جلدتنا وتفوقهم على أقرانهم من جنسيات متنوعة.
واليوم ونحن نستقبل العام الجديد بقلوب مفتوحة وأجندة غنية، وإيمان بأن القادم سيحمل في جعبته الخير والعطاء والأمن والأمان، لابد أن نعيد ترتيب أولوياتنا للنهوض بالمجتمع والسعي نحو الارتقاء بكل ما من شأنه أن يعيد البهاء لكل بقعة من وطننا الغالي، وهذا بالطبع لن يتحقق إلا بوجود استراتيجية وطنية ومنهجية تستقطب المثقفين والمفكرين في مشاريع ثقافية علمية تستهدف فئات المجتمع وتبدأ بالطفولة وتمر عبر الشباب في بناء عقولهم وترسيخ معاني المواطنة والانتماء والأنموذج القدوة من علماء بلادنا والمفكرين والمثقفين.
ولأننا أبناء المحبة والسلام، اعتدنا صناعة الفرح ونثر عبقه في أرجاء الحياة، وفي كل يوم تبدأ رحلة جديدة من العمل والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في بناء البشر قبل بناء الحجر، والأهم هو إعادة ترسيخ العلاقات والقيم التي نفخر أننا ننتمي إليها، فالمجتمع يبنى بأبنائه ويتماسك بقيمه النبيلة، ويرتقي بتكامل أدواره.
عام ملؤه الخير والعطاء والنصر القريب.