الثورة – عبير محمد:
ما زالت معضلة الزمن تحير العلماء، بين الحاضر والماضي والمستقبل، حيث يتأرحج عمر الإنسان بينهما، لم يتمكن أحد لغاية الآن من حل لغز متاهة الزمن، ولم يتمكنوا من الولوج إلى عملية العبور بين الأوقات المختلفة لتبقى تلك المعضلة تدور مع دوران الزمن، و تتسابق مع عقارب الوقت..
فرغم كل تقدم العلم الذي وصلنا إليه بقي اليوم هو الأربع والعشرين ساعة، والساعة بقيت ٦٠ دقيقة، والدقيقة ٦٠ ثانية، وأخيراً تعرفنا على أجزاء الدقيقة من الزمن “الفيمتو” ثانية.
وربما سنتعرف في المستقبل على أجزاء “الفيمتو” ودواليك.
وبالتالي نتعلم ضبط الزمن على الإيقاع السريع للاكتشافات العلمية المذهلة التي تغير حاضرنا بشكل سريع، وستؤثر على مستقبل الأجيال القادمة والتي تبقى نتائجها في علم الغيب.
لعل العمر يمضي بنا مسرعاً، ونحن نتوق كل يوم لتحقيق هدف ما في حياتنا، وكثيراً ما نتوقف بسبب عقبات الحياة التي تجبرنا على تأجيل أهدافنا معتقدين أننا ما زلنا مسيطرين على مرور الوقت، ولكن يفاجئنا الزمن بسرعته ويخطف منا أهدافنا ونكتشف أننا كنا ثابتين بمكاننا بينما تدور بنا الكرة الأرضية، ويتجاهلنا قطار الزمن غير عابئ بما يجول في خواطرنا، لذا علينا أن ندرك خطر الوقت والزمن ونعمل بمقولة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
– غدر الزمن..
لقد تغنى الكثير من الفلاسفة والعلماء بالزمن فمنهم من وصفه بالغدار لغدره بالكثير من أحلام الإنسانية وترك الإنسان في مهب العدم، فالزمن غدار وخائن حسب وصف البعض لأنه يسبقنا، وأحياناً يتحايل علينا ويأخذنا معه إلى عوالم مجهولة لم تخطر على بالنا يوماً، لذلك لا بدَّ لنا أينما كنا وأينما وطئت أقدامنا أن نتعلم كيفية ضبط الزمن على إيقاع رغباتنا لتحقيق ما تصبو إليه أنفسنا، ونكون نحن السيف الذي يقطع الطريق على الزمن.
