تعج حياتنا بالقصص والحكايا التي لا تنتهي، منها القاسي جداً ومنها المفرح، وكلنا يشاهد بأم عينه حوادث تغص بالأخطاء، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: هل من الواجب أن يتدخل الشخص عند رؤيته الخطاً، وألا يتستر على العيوب والنواقص؟.
الإجابة بغاية البساطة وهي أن من واجب الجميع الإشارة إلى مواطن الخلل والخطأ لأن ذلك سيؤدي إلى تصحيحها، وهنا ربما يسأل أحدنا: هل لي أن أتدخل لأبوح برأيي وأنا لا قدرة لي على مواجهة المسيء؟ وهل أستطيع تقويم هذا الاعوجاج قبل أن يستفحل، ولاسيما أنه سينعكس على الآخرين والمجتمع برمته وبنتائج لا تروق لأحد، وسيتأذى منها الجميع؟
هنا تأتي لغة العقل والحكمة والتي هي فعل ما ينبغي أن نفعله، فالحكمة هنا تقول قل الحقيقة مهما كان رد فعل المسيء، وهذا واجب علينا جميعاً، لكن بشروط أولها أن ننصح دون تجريح أو نيل من كرامة الذين ننصحهم، وثاني الأشياء هو عدم معالجة الخطأ عند الآخر وهو في حالة غضب ونزق وانزعاج ففي هذه الحالة سنرتد خائبين ودون جدوى.
إذاً هناك أسس وقواعد كثيرة لمعالجة الخطأ ومنها عدم التوبيخ والزجر والتعنيف أثناء حديثنا وألا نخاطب المخطئ أمام الجميع كي لا يتم استفزازه، وأن نقدم له رؤيتنا ضمن ضوابط تحقق الغاية المرجوة لأن المقصود هو وصولنا للنتيجة المتوخاة، فالمجتمعات لا تبنى إلا بوضع اليد على مكامن الخطأ، وليس من المقبول أن يسكت أحدنا عن أي إساءة تظهر للعيان وتؤذي الناس فالحياة لا تكتمل إلا بإظهار ما ينفع المجتمع.
جمال شيخ بكري