في قراءتنا للمشكلات التي نعاني منها وعانينا منها العام الفائت ،نستطيع القول :إننا مررنا ونمر بمرحلة صعبة، فما زلنا نعاني من غلاء غير مسبوق في الأسعار رغم حدوث بعض التحسن لليرتنا ،لكن تجار الأزمات لا يعترفون بهذا التحسن أولاً ، وثانياً ما زلنا نعاني من انقطاع كهرباء مختلف، حتى بتنا نلحظ أن هذا الانقطاع يصل إلى أكثر من يوم ويومين ،واذا ما تكرمت الكهرباء وحدثت معجزة قد توصلها نصف ساعة متقطعة.
إن المرحلة التي نعيشها اليوم تتطلب إعمال الفكر والضمير، وتحتاج إلى مواجهة صريحة مع الذات والتوقف عند مواطن الخلل والفساد ودراسة أسبابهما ،وسبل التخلص منهما ،ونشر فكر المحبة والتعاون والتكامل والنصح لكن ذلك لا يزال دون المأمول.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً:
-ما الأسس التي تعالج فيها قضايا الناس الذين يعانون من الغلاء الفاحش دونما حلول.
–صحيح أن كلّ التصريحات تؤكد أن المواطن سيبقى هو البوصلة ومحور وهدف كلّ الإجراءات ،والاهتمام بأوضاعه المعيشية والخدمية وتلبية احتياجاته وطموحاته وخاصة الخدمية منها ،وضبط الأسعار ،والعدالة في تقنين الكهرباء، وترشيد الإنفاق الحكومي منعاً للهدر والفساد ،وترميم المؤشرات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية ،كلّ هذه الأمور نظرياً جيدة جداً، لكن الواقع بقي كما هو.
بكلّ الأحوال ما يهمنا هنا هو حالة الغلاء التي لم تجد الحكومة حتى الآن حلاً لها بحجة أنه لا يمكن السيطرة عليها ،رغم التصريحات المتكررة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي تصدر كلّ يوم ولا عين رأت ولا أذن سمعت.
إذاً على مؤسساتنا أن تعالج الوضع المعيشي الصعب جداً، وتضع الحلول المناسبة والفورية لكلّ ما أشرنا إليه من مشكلات نعاني منها جميعاً ،اللهم باستثناء أولئك الذين أثروا على حساب قوتنا وحياتنا.