تعمل وزارة الثقافة ضمن أجندتها على رعاية الطفل والارتقاء بذائقته ووعيه من خلال العديد من الفعاليات الفنية وورشات العمل التي تعنى بفنون القراءة والرسم والموسيقا، إيماناً منها بأن الطفولة هي مستقبل البلاد وعلى الجميع بناء هذه اللبنات وتمكينها لتكون قادرة على حمل المسؤولية بشكل واع.
ومسرح الطفل يشكّل نافذة على عالم الفكر والثقافة وتكريس القيم، وكعهدها في كلّ عام وتزامناً مع العطلة المدرسية الانتصافية، تقيم مديرية المسارح والموسيقا مهرجان مسرح الطفل في المحافظات كافة، الذي تقوم فكرته على استقطاب الأطفال من شرائح المجتمع كافة للتعرف على المسرح والاستفادة من القيم التي تطرحها نصوص المسرحيات بطريقة تفاعلية، ضمن عالم منظم وموجه لبناء ثقافة ممتعة ومفيدة.
لاشك فإن مسرح الطفل الذي يعنى بشؤون الأطفال وثقافتهم ومواهبهم فيقدّمها بأساليب راقية وممتعة، سيخلق فسحة جمالية وثقافية وفنية تجمع الأهل والطفل لقضاء وقت ممتع ومفيد، وقبل كلّ شيء زرع قيم المحبة والتعاون بين الأطفال وتبادل المهارات والخبرات من أجل الارتقاء بالذائقة المسرحية الفنية، والغوص في عالم الجمال الذي يحمل قيم المحبة والخير والسلام.
وعندما تضاء المسارح لأطفالنا في المحافظات عبر مهرجانهم السنوي، ونلحظ هذا الإقبال للأطفال وذويهم، ندرك أننا على الطريق الصحيح في استثمار الثقافة في عالم الطفولة، لبناء عقولهم الندية واستقطاب مواهبهم ودعمها وتوجيهها نحو عالم الفكر والثقافة والبناء.
وهنا نؤكد من جديد على تفعيل المسرح المدرسي ليكون الفسحة الأكثر جمالاً، يرتاده الطفل ويسكب فيه من روحه ومواهبه، فيكون بيته الدافىء والملاذ من بشاعة الحرب وتبعاتها، بيت النقاء والحبّ والجمال.