الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
دعت فعاليات أهلية وشعبية وشبابية وطلابية ونسائية في السويداء اليوم المجتمع الدولي إلى التدخل لرفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل السوريين التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري على سورية، جاء ذلك خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات السويداء في ساحة السيد الرئيس أمام مجلس المدينة رفضاً وتنديداً وشجباً للعقوبات الأمريكية والغربية والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.
وأكد المشاركون في الوقفة أنه يتوهم أعداء سورية كثيراً حين يظنون أن حصاراً اقتصادياً غاشماً وجائراً سينال من إرادة الشعب العربي السوري وقراره المستقل، ورفعوا الأعلام الوطنية واللافتات التي تعبر عن رفض أبناء المحافظة وتنديدهم المطلق للعربدة الصهيو- أمريكية التي تستهدف جميع السوريين الشرفاء في لقمة عيشهم، لافتين إلى أن الشعب السوري وجيشه وقائده والذي استطاع بفضل وعيه أن يفشل مئات المخططات الاستعمارية لهو قادر اليوم على إفشال ما يسمى /قانون قيصر/ الذي يستهدف المواطن السوري بغذائه ودوائه ولباسه.
وشددوا أن ما يطرح في زمن تآمر البعض وعمالة البعض الآخرين حول ما يسمى «فيدرالية في شمال سورية أو جنوبها من المحرّمات أخلاقياً ووطنياً وفيه الدمار الأكبر لكل مقدرات الشعب السوري»، لافتين إلى أن الشعب بمختلف مكوناته شعب واحد له تاريخه ومستقبله الواحد، مؤكدين أننا لن نقبل ما رفضه أجدادنا من قبل، فصيغة التقسيم كانت مطروحة منذ قرن وانتفض السوريون ضدها وأجهضوها وقدموا الشهداء في سبيل أن تبقى سورية واحدة موحدة.
ونوه المشاركون بأن الاستقلال الذي تحقق للوطن بعد نضال عتيد، الحفاظ عليه أمانة في أعناقنا، مشيرين إلى ما قاله قائد الثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش في وصيته التي وجهها إلى أبناء الوطن ومنها: “عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر”، إن سورية التي أرادها سلطان باشا الأطرش أرادها واحدة متحدة، سورية أمل الأمة وتطلعات المستقبل لنا ولأولادنا ولأجيالنا على مرّ السنين.
وأكدوا العزم على رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية لإسقاط المؤامرة ومواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف النيل من صمودنا ووجودنا، منوهين بأن ما يجري اليوم على مساحة الوطن ما هو إلا حلقة من حلقات التأمر التي يتعرض لها الوطن منذ سنوات عديدة من قبل قوى الشر والبغي والعدوان.
وأشاروا إلى أن الآباء والأجداد افترشوا الأرض والتحفوا السماء للحفاظ على وحدة الوطن واستقلاله، ونحن على خطا الآباء والأجداد سائرون وإلى جانب جيشنا الباسل وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد لتحقيق النصر المؤزر على أعداء الوطن.
أبناء السويداء قالوا كلمتهم منذ بداية الحرب الكونية على سورية إن الوطن يعلو ولا يعلى عليه، وهو كالأم لا يفرط به ولا يساوم عليه، ومن أجله ترخص الأرواح، وهم على الدوام إلى جانب الوطن وجيشه الباسل وقائده الشجاع السيد الرئيس بشار الأسد، وأن وطناً يستقبل الشهداء بحداء الرجال وزغاريد النسوة منتصر على أعدائه لا محالة.
وفي نهاية الوقفة تلي بيان أكد المشاركون فيه من جديد تمسك أبناء محافظة السويداء بالوحدة الوطنية، وباستمرار مواجهة فصول الحرب العدوانية الإرهابية على سورية، ورفضهم جميع مشاريع الفتنة المجتمعية والتقسيم والدعوات المشبوهة التي تستهدف وحدة الوطن وسيادته وكرامته، لافتين إلى أن السويداء التي كانت عبر تاريخها منبعاً للعروبة والوطنية، مستمرة في ترسيخ وتأكيد هذا الدور جيلاً بعد جيل، وأن ما فشل أعداء الوطن في تحقيقه سياسياً وعسكريا لن ينجحوا في تحقيقه اقتصادياً واجتماعياً، عبر سياسات وممارسات الحصار والتجويع وسرقة ونهب ثروات الشعب العربي السوري.
وأكد البيان أن السويداء تقف صفاً واحداً خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وسنداً حقيقياً لجيشنا العربي السوري من أجل تحرير كل شبر من أرض سورية، ولنا كل الثقة في حرص قائد الوطن على معالجة الهموم المعيشية للمواطنين، وإصدار التوجيهات الدائمة للحكومة لوضع الحلول والمعالجات المناسبة والممكنة للأعباء المعيشية الضاغطة على المواطنين، وبالتوازي مع المناشدة بالضرب بيد من حديد على مواقع الخلل والفساد التي تضعف جهود الطيبين والشرفاء من أبناء الوطن، وختم البيان بالتأكيد بأن السويداء ستبقى الصخرة الأقوى في سورية القلعة الوطنية الصامدة.