الثورة – تقرير أسماء الفريح:
مع مواصلة المسؤولين البولنديين توريط بلادهم في الحرب الدائرة في أوكرانيا شهدت شوارع العاصمة البولندية وارسو مظاهرة حاشدة احتجاجاً على مشاركة بلادهم في العمليات العسكرية، مؤكدين ضرورة وقف انجرارها وراء مخططات الولايات المتحدة وأن يعيشوا بسلام.
منظمة “وطنيو كامرادا” البولندية المنظمة للمظاهرة أعربت في بيان لها عن الاستياء من ترويج بعض السياسيين ووسائل الإعلام البولندية للحرب وقالت ..” مع الأخذ في الاعتبار تاريخنا المأساوي 1939-1945 (في إشارة للحرب العالمية الثانية)، فإننا نحتج بقوة على الخطاب العدائي”، مؤكدة ضرورة محاسبة كل مسؤول يدفع البولنديين للمشاركة في الحرب في أوكرانيا.
المتظاهرون الذين تدفقوا إلى الشوارع رغم برودة الطقس حملوا العلم البولندي ورفعوا لافتات كتب عليها “هذه ليست معركتنا” و”أوقفوا أمركة بولندا” و “نريد أن نعيش بسلام”، وهتفوا بشعارات منددة بمشاركة بولندا في العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وتعد بولندا الثانية بعد الولايات المتحدة بين الدول التي تمد سلطات كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية، وصرَّح رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي في مقابلة مع قناة بولسات التلفزيونية مؤخرا إن بإمكان بولندا نقل دباباتها من طراز ليوبارد الألمانية إلى أوكرانيا دون انتظار موافقة برلين بعد أن أظهر المستشار الألماني أولاف شولتس وغيره من السياسيين الألمان خشية وتردداً كبيرين من مغبة إرسال هذه الدبابات تفادياً للمواجهة المباشرة مع روسيا.
وتابع مورافيتسكي: “لقد اتفقنا مع أصدقائنا الأوكرانيين وكذلك مع شركائنا من أوروبا الغربية على أننا سننقل هذه الدبابات معاً، فالموافقة ثانوية هنا فإما أن نحصل على هذه الموافقة بسرعة، أو سنفعل الشيء الصحيح بأنفسنا”.
السلطات البولندية كانت كشفت في وقت سابق عن إمدادها سلطات كييف بالدبابات ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة، والطائرات المسيّرة والذخيرة وقطع غيار الطائرات وغيرها من المعدات العسكرية، ووفقاً لتقاريرها فإن وراسو أنفقت نحو 1 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
كما أعلن مورافيتسكي أن وارسو بدأت في تلقي الأموال من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مقابل الأسلحة التي تم نقلها إلى أوكرانيا، وقال “نحن نناقش أيضاً كيفية الحصول على المعدات التي تحل محل تلك التي نقلناها إلى كييف”.
• الحكومة البولندية كانت كشفت النقاب عن توقيع عدة صفقات لشراء أسلحة بهدف “سد الفجوة” الناجمة “عن تسليم أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا حيث أبرمت واحدة مع شركة “هيونداي روتيم” الكورية الجنوبية لتصدير ألف دبابة من طراز K2، كما وقعت صفقات أولية مع سيئول لشراء مقاتلات هجومية خفيفة من طراز “FA-50 كورية الصنع، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز “K9”.
• الإذاعة البولندية من جانبها أفادت بأن وارسو ستشتري 116 دبابة “أبرامز” مستعملة من واشنطن على أن تبدأ عمليات التسليم الأولى أوائل العام الحالي 2023 لتعوض النقص في العربات المدرعة الذي نشأ في الجيش البولندي بعد أن سلم عدة مئات من دباباته من طراز “تي – 72” إلى أوكرانيا مع العلم أن سلطات كييف كانت وقعت في وقت سابق عقدا لشراء 250 دبابة أمريكية جديدة من طراز “أبرامز”.
الدعم العسكري البولندي العلني والمكثف يخفي وراءه الكثير وكما يقول العرب في أمثالهم “وراء الأكمة ما وراءها ” حيث كشف مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين العام الماضي أن وارسو أعدت آلية لسلخ المناطق الغربية من أوكرانيا تمهيداً لضمها مبيناً أن السلطات البولندية تخطط للعمل بشكل استباقي بسبب مخاوف من أن يحاول “شركاؤها الكبار في الناتو” التفاوض مع روسيا دون الأخذ في الاعتبار مصالحهم.