الثورة – براء الأحمد
يعد البنك الوراثي الذي كان موجوداً في محطة تل حديا التابعة للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ايكاردا، من أهم البنوك الوراثية في المنطقة والعالم وكان يضم عينات مجموعة من كافة أنحاء العالم للمحاصيل الرئيسية التي يعمل بها المركز بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من البقوليات الرعوية وصناديق سوداء تضم مدخلات وراثية مودعة برسم الأمانة من قبل دول وبنوك وراثية أخرى في العالم.
ممثل إيكاردا بسورية الدكتور مجد جمال بين أن البنك تعرض للتخريب وسرقة محتوياته من أبنية ومخابر وتجهيزات على يد المجموعات الإرهابية المسلحة التي احتلت المركز خلال الحرب، موضحاً أن عدد العينات التي كانت مخزنة في وحدتي تخزين إحداهما للمدى الطويل على حرارة -20 درجة مئوية والأخرى للمدى القصير على حرارة 4 درجة مئوية يقدر بأكثر من 130 ألف عينة تم جمعها بالتعاون مع البرامج الوطنية من كافة أنحاء العالم، منها حوالي 9000 مجموعة بالتعاون مع البرنامج الوطني من سورية وتعتبر ثروة علمية عالمية لاتقدر بثمن.
وقال جمال: تتم إعادة تأهيل البنك الوراثي في ايكاردا بمنحة من حكومة الجمهورية العربية السورية، لما لهذا البنك من أهمية علمية محلية وعالمية وقد تمت إعادة تأهيل البناء، والآن تتم إعادة تأهيل المرحلة الاولى من وحدات التخزين المبردة الطويل والمتوسط الأمد ليتم في المستقبل إعادة استخدامها في تخزين نسخة احتياطية تم استردادها وإعادة إكثارها بعد المحافظة عليها في بنوك وراثية عالمية وخاصة البنك العالمي في سفالبارد في النروج.
وأضاف جمال: كان البنك الوراثي في ايكاردا ومازال بعد افتتاح فروع له، يقوم بتزويد الباحثين في كافة أنحاء العالم حسب طلبهم بعينات تقدر سنوياً بأكثر من خمسين ألف مدخل وراثي مجاناً لاستخدامها في البحوث الهادفة لتطوير المحاصيل الرئيسية التي يعمل بها المركز في كافة أنحاء العالم.
وكان وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا زار المركز يوم أمس خلال الجولة الميدانية التي قام بها في ريف حلب وإطلع على المراحل التي وصلت إليها عمليات إعادة التأهيل وخاصة البنك الوراثي والتجارب البحثية الحقلية والإكثارات للأصناف الواعدة من قمح وشعير وعدس وحمص والتي يتم تقديمها سنوياً للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لاختبارها في محطاتها، بالإضافة إلى تقدم نويات الإكثار إلى المؤسسة العامة لإكثار البذار بالإضافة إلى الاطلاع على إعادة تأهيل حقول استعراض تقنيات حصاد المياه في المركز.
وأكد الوزير على أهمية البنك الوراثي وما يحتويه من أصناف من البذور ذات أصول وراثية، لافتاً إلى أن سورية حريصة على إعادة تأهيل المركز بعدما تعرض للتخريب خلال الحرب، وإعادة البنك الوراثي إليه، حيث قدمت كل الدعم من أجل ذلك، لافتاً إلى أنه تمت إعادة تأهيل المبنى الإداري وبئرين وزراعة 300 هكتار في الأراضي المحيطة بالمركز بمختلف الأصناف الملائمة، وهي خطوة إيجابية ليبدأ هذا المركز البحثي الهام بالعمل وعودته إلى ألقه السابق.
وتم عرض نشاطات المركز في سورية وآخرها ماتم إنجازه من مشروع إعادة تأهيل مشروع مسكنة شرق بتمويل من برنامج الغذاء العالمي لتأهيل 600 كم من أقنية الصرف الزراعي وتقديم البذار والسماد للأسر الأكتر حاجة حوالي 900 أسرة في المشروع، مع إجراء دورات تدريبية للمزارعين وبتكلفة حوالي 4.5 مليارات ليرة سورية خلال عام 2022.