الثورة – هناء دويري:
خُلـقت وشُرّعت الأنظمة والقوانين في ثقافة الشعوب لتنقذ العالم من الهمجية والعشوائية والتعسّف وإساءة المعاملة، لكن الإخفاق العالمي في تحقيق نظام العدالة للشعوب يصيبنا نحن السوريين بويلات الظلم الإنساني…
تحمّل الشعب السوري القرارات الأممية الظالمة الجائرة بحقّه آلاف المرات وقرّر محاربة الإجحاف بحقّه بالاعتماد على نفسه وعلى بعض الأصدقاء الأوفياء، لكننا اليوم أمام كارثة إنسانية لا تخضع لمعايير العدالة الأممية وليست خارج إطار التآمر والظلم وأكبر من قدرة التحمّل وأكبر من صرامة وقسوة وقوة وجبروت الظلم العالمي، فهل يستفيق العالم لصرخات الكارثة ولحال الشعب السوري المنكوب وننقذ من يمكن إنقاذه من الزلزال الذي دمّر البشر والحجر
بابتسامة تبلسم الجراح استقبلت طفلة تحمي أخاها بيد غضيضة قُدّر لها أن تعيش…
طفل آخر على نقالة أرت يد التكاتف في أمثال هذه المحن..
وأمثلة لا تحصى عن عائلات تم انتشالها من تحت الأنقاض
بفضل جهود السوريين الذين تكاتفوا على البلاء جيشاً وشعباً وحكومة لعل تلك الابتسامة الطفولية تقتل جبروت وجبن أمريكا ودول أوروبية تستهين بقيمة الإنسان وبالقيم الإنسانية من عدالة ومساواة ومراعاة لكرامة وحقوق الإنسان وقيمته.
القتلة الجناة المجرمون في العالم وضعوا يدهم في يد الشيطان لآخر العمر والزمان واستهانوا بقيمة الإنسان، شعب يمكث تحت الأنقاض من زلزال مدمّر ضرب سورية والجوار، فانهالت طائرات الإغاثة والإعانة الدولية إلى تركيا دولة الجوار وأغمضت عينيها وصمّت آذانها عن صرخات وحزن وآسى السوريين الذين يفقدون أبناءهم وأعزاءهم وأسرهم وبيوتاتهم لتكون السماء من يلتحفهم وبعض الأخيار من يسدّ رمق جوعهم، يا لظلم العالم… هل يفلت هؤلاء من العقاب، إذا ما أفلتوا من عقوبة الدنيا فالعقوبة الإلهية لن تنساهم، فنحن شعب يؤمن بقوة الله على الظالمين والمخطئين بحقّ إنسانيتنا، والله لا يسامح في حقّ إنسان على الإنسان، تلك الإنسانية التي كانت من المفترض أن تجمع كلّ الدول تحت سقف أممي واحد، ولكن الظلم الجائر والكيل بمكيالين هو ما يحكم تلك الأمم، لكننا بالأصدقاء والمتعاطفين ربما نتجاوز المحن وننقذ ما يمكن إنقاذه، فنحن شعب اعتدنا الصبر ومداواة الجراح بداً بيد وشعباً واحداً منتصراً على كلّ المحن.