الثورة – همسة زغيب:
يعتبر معرض دمشق الدولي من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في سوريا والمنطقة، حيث يحتضن فعاليات متنوعة تشمل عروضاً مسرحية تهدف للجمع بين التربية والترفيه، فضلاً عن الفعاليات الموسيقية، الندوات، والأنشطة العلمية والتعليمية. يشكل المعرض فرصة مهمة لتعريف السوريين والعالم بالتنوع الثقافي والفني الغني الذي تزخر به سوريا، وتعد العروض المسرحية، خاصة تلك الموجهة للأطفال مثل مسرحية “فلة والأقزام”، منصة تربوية تساهم في غرس قيم مثل الصداقة، التعاون، الصدق، ومواجهة الشر بالخير بأسلوب ممتع وجذاب، هذه العروض تنمي أيضاً الحس الفني والخيال لدى الأطفال، من خلال الأزياء الملونة، الموسيقا الحية، والمؤثرات البصرية التي تثير حواسهم وتخلق تجربة تفاعلية تجعلهم جزءاً من الحكاية.
كما تلعب المسرحيات دوراً أساسياً في إعادة إحياء المسرح التفاعلي، الذي يشجع المشاركة والتفاعل، ويعزز مهارات التواصل والابتكار لدى الصغار. في الدورة 62 من معرض دمشق الدولي، قدم مسرح الخيام عرضاً مسرحياً مميزاً بعنوان “فلة والأقزام” المستوحى من الحكاية العالمية “سنو وايت والأقزام السبعة”، لكنه عُرض بأسلوب يناسب الطفل السوري، جامعاً بين الترفيه والتعليم مع لمسات كوميدية وحركية نالت إعجاب الحضور.
تميز العرض بالأزياء الملونة والموسيقا التفاعلية التي عززت قيم الصداقة والتعاون والصدق، مع رسالة مواجهة الشر بالخير بطريقة مشوقة وجذابة للأطفال، تفاعل الأطفال بحماس مع المشاهد الغنائية والرقص، واختتم العرض بفقرة تفاعلية أتاح فيها للأطفال الصعود إلى المسرح والتقاط الصور مع الشخصيات، مضيفاً جواً من البهجة والحيوية.
العروض المسرحية ليست فقط ترفيهية، بل تساهم في دعم الفنانين المحليين والحفاظ على التراث الثقافي السوري، وتعريف الأطفال بفنون بلدهم منذ الصغر، مما يعزز انتماءهم واعتزازهم بالهوية الوطنية.
وأخيراً، تظل العروض المسرحية، وخصوصاً الموجهة للأطفال مثل “فلة والأقزام”، مناسبة تجمع الأطفال وأسرهم في أجواء من الفرح والتآلف، وتعزز الروابط الأسرية والمجتمعية، مما يجعلها من الركائز الأساسية لمعرض دمشق الدولي لما تقدمه من فوائد تعليمية وثقافية واجتماعية تسهم في بناء جيل واعٍ يحافظ على تراثه ويبدع في مستقبله.