الثورة- ترجمة رشا غانم:
في مقالته الأخيرة بعنوان: فخ التكنولوجيا الصّيني الأمريكي، كتب المحاضر في جامعة ييل الأمريكية ستيفن روتش: حرب أمريكا التقنية ضدّ الصّين، قد تنقلب ضدّها في المقام الأول، وعلى الرغم من أنّ الخلاف التكنولوجي بين أمريكا والصّين لا يزال في مرحلة الصّفر، إلاّ أنّه من الممكن أن تكون حرب التكنولوجيا بين القوتين العظمتين صراعاً حاسماً في القرن الحادي والعشرين.
هواوي بطلة التكنولوجيا الوطنية في الصين، والتي يُنظر لها على أنها تهديد في الصراع التكنولوجي الأمريكي مع الصين لمنصتها الجيل الخامس ذات المستوى العالمي، وهي مجرّد غيض من فيض على حدّ وصف روتش، حيث اتسعت ما تُسمى بقائمة الكيانات التي تستخدمها الولايات المتحدة لإدراج الشركات الأجنبية في القائمة السوداء لأغراض الأمن القومي لتشمل سلسلة التوريد الخاصة بشركة هواوي، إضافة إلى عدد من شركات التكنولوجيا الصينية.
ومع إقرار قانون الرقائق الالكترونية والعلوم لعام 2022، فرضت إدارة بايدن قيوداً صارمة على التصدير على رقائق أشباه الموصلات المتقدمة لخنق الجهود الصينية الواعدة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.
وأوضّح روتش أن الضغط على الخصوم لا يسدّ النقص في المسؤولية الكبيرة الملقاة على البلاد، وقال: إنه في السنوات الأخيرة، استثمرت الولايات المتحدة بشكل ضئيل في أبحاثها الأساسية، إذ إنه في عام 2020، تراجعت الأبحاث الأساسية الأمريكية إلى 15.6 في المائة من إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير، وهو أقل بكثير من ذروته البالغة 18.8 في المائة في عام 2010، ولم تبذل الولايات المتحدة أي جهود مؤخراً لتغيير ذلك، فالصين في طريقها لتطوير استثماراتها في الأبحاث الأساسية.
وأشار روتش إلى أنّه في مطلع القرن الحالي، أنفقت الصين 0.9 في المائة فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على البحث والتطوير، أو ما يقارب من ثلث حصة 2.6 في المائة في الولايات المتحدة، وبحلول عام 2019، كانت الصين تنفق 2.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على البحث والتطوير، أو 71٪ من حصة أمريكا البالغة 3.1٪.
وختم المحاضر المخضرم قوله:ّ إن ولع أمريكا بإلقاء اللوم على الصين في مشاكل من صنعها هو عذر وليس استراتيجية، كما أنّها عالقة في نظام سياسي لا يضع قيمة تذكر للاستراتيجية، وليس هناك ما يضمن أن الولايات المتحدة ستنتصر في صراع تكنولوجي وجودي مع الصين.
المصدر: تشاينا ديلي