لا تزال تتدفق من بين الأنقاض مشاهد مأساوية تدمي القلوب بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب سورية، وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع الفيديو التي وثقت حجم الألم الذي يعانيه الآلاف، الذين وجدوا أنفسهم في غضون ثوان، بين حطام وركام لا حول لهم ولا طاقة لهم بتجاوزه, وأعطى العثور على أطفال ناجين من تحت الأنقاض، بعث بعض الأمل.
ووثقت الكاميرات مشاهد مؤلمة لطفل يصرخ من تحت الأنقاض قائلاً: “بدي أطلع لكن إخوتي بجانبي ميتين” ومن بين المشاهد التي أبكت الملايين طفلة يتم انتشالها من تحت الأنقاض حيث يسألها أحد المنقذين: هل معك أحد بالداخل؟ لتقول: “نعم أمي وإخوتي بالداخل، بس ماتوا”.
مشهد آخر لطفل لا يتجاوز الخامسة من عمره تحت الأنقاض, وقد هده العطش, وهو لا يزال عالقاً تحت الأنقاض، ليقوم أحد المنقذين بسقايته الماء بكميات صغيرة من خلال غطاء العلبة المعدنية، وبعد دقيقة يبتسم من دون أن يعرف حجم الكارثة التي ألمت به.
ثم إلى الطفل الذي أخرجه رجال الإنقاذ من تحت الأنقاض، والذي خرج وهو يضحك ويداعب الحاضرين من المنقذين، إلى انتشال الطفل النائم من تحت ركام أحد الأبنية المنهارة، وهو لا يعلم بما يحدث من حوله.
وطفلة أخرى بعد أن سحبها أحد عناصر فرق الإنقاذ من تحت أنقاض بيتها وهي تبكي وتسأل منقذها: “أين أمي؟ إلى مشهد لوالد فقد أفراد أسرته يبحث بين الأنقاض عن طفلته ليخرجها حية، ورسالة مصورة من تحت أنقاض منزله المدمر، بثها الطفل عبد الرحمن، وقد اكتسى وجهه وثيابه بالغبار وهو يقول: (ما عارف إذا بموت أو راح أظل عايش متل ما شايفين).
وما زالت مقاطع الفيديو تتوالى لأطفال أنقذوا من تحت الأنقاض في لحظات تهز الجبال، لقد تعاطف كثير من الناس مع الأطفال، على وجه التحديد، ويتساءلون: أين الضمير الغربي النائم؟!.
