الملحق الثقافي:
لم أشهد كائناً يسبق الفينيق مثل السوري، المعونات تصل تباعاً. السوريون يتقاسمون ملابسهم. الشباب والصبايا يرتبون ويوضبون وينطلقون.هاتف من هنا .خبر من هناك.ناجٍ من المقتلة. جثامين تشيَّع، وامرأة تجيء إلى مركز وابنها في عربته الصغيرة تحمل صرّة وقرب ابنها مثلها. تقول دامعة «يا ريت كان عندي أكثر من هذه الثياب»..يا الله أما لهذا الشقاء من خاتمة!!!
اليوم الجمعة في بستان الباشا وجبلة المذهولة من عدد ضحاياها وحجم الدمار فيها وفي ريفها، وبعد التعزية بالصديق الدكتور فايز عطاف وزوجته الدكتورة هالة سعيد ورؤية بعض ما حلَّ من خراب تتأكد وأنت ترى الصليب الأحمر اللبناني أن جزءاً منكَ أطاح بالواو الكافرة وبقلانس العنصرية..وأن سورية تحتاج إلى الكثير من الحب والمساعدة.
لأنها حلب ..مرفأ أحلام الحرير وذائقة طعام البشرية.
لأنها حلب التي سرقها أردوغان وزبانيته قبل أن يسرق الزلزال النوم من عيون أطفالها.
لأنها جبلة واللاذقية وإدلب وأريحا وعفرين واعزاز وجنديرس ومدن الأنوار التي انطفأت..يجب أن نشهر أخوَّتنا الآن ونساعد.
بئس قيصركم وبئسكم.
ارفعوا العقوبات عن سورية إلى الأبد يا أولاد الأفاعي.
العدد 1132 – 14-2-2023