الثورة – ترجمة ختام أحمد:
تم انتشال الجثث التي لا حياة فيها من الأنقاض والطرق والجسور، وتحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، هذه هي الصور الكلاسيكية للزلازل.
يأتي أحدثها من تركيا وسورية اللتين ضربهما زلزال عنيف يوم الاثنين الفائت، تركيا وهي دولة في حلف مع الأوروبيين ومعتادة على مثل هكذا كوارث.
أما الوضع في سورية التي تعاني كثيراً بسبب العقوبات الاقتصادية القاسية منذ أكثر من عقد، والحرب التي دمرت مدنها وأجبرت الملايين على ترك منازلهم، ما أدى إلى تهديد اقتصادها لديهم، ومع وجود كل هذه العوائق والمصاعب التي ذكرناها سابقاً جاءها زلزال مدمر ولا يزال هناك ضحايا تحت أنقاض منازلهم، وأي شخص أو مجموعة ترسل مساعدات إغاثية إلى الحكومة السورية يخاطر بالعقوبة لخرق العقوبات.
تشكل العقوبات ركيزة أساسية في حملة واشنطن المستمرة منذ 12 عاماً في محاولة لضرب الدولة، وكان من الواضح ومنذ وقت طويل أن هذه الحملة قد فشلت في تحقيق أهدافها، شئنا أم أبينا، وكان ينبغي على الحكومات الغربية قبول هذا الواقع والبدء في تخفيف العقوبات حتى قبل الزلزال والآن الحجة أقوى.
لقد فقدت أعداد كبيرة من السوريين الذين كانوا بالفعل في حالة يرثى لها قبل الزلزال، فماذا عنهم الآن، فضلاً عن الحس الاستراتيجي، ندعو إلى تغيير سياسة تلك الحكومات الغربية تجاه سورية.
قبل ثلاثة أشهر، أرسلت الأمم المتحدة مبعوثاً لتقييم الأوضاع في سورية ووجدت أن 90 في المئة من السكان وقعوا في براثن الفقر، وجاء في تقريرها أنه: في ظل الوضع الإنساني المأساوي الحالي والذي لا يزال يتدهور، حيث يعاني 12 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، أحث على الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية الجانب التي تضر بشدة بحقوق الإنسان، وتمنع أي جهود للتعافي المبكر وإعادة البناء وإعادة الإعمار.
وختم تقريره بالقول: لا توجد إشارة إلى أهداف جيدة للعقوبات الأحادية تبرر انتهاك حقوق الإنسان الأساسية.
في عام 2018 قال الممثل الأمريكي الخاص لسورية جيمس جيفري: إن عملنا هو جعل الحياة بائسة قدر الإمكان في سورية حتى يلبوا مطالبنا.
في العام التالي، أكدت دانا ستراول التي تشغل الآن منصب كبير صانعي السياسة في البنتاغون في الشرق الأوسط أنه يجب أن نتمسك بخط منع مساعدات إعادة الإعمار والخبرة الفنية من العودة إلى سورية.
بعد ساعات من الزلزال الأخير، سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس عما إذا كان قد يؤدي إلى تغييرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية، أجاب أنه سيكون الأمر مثيراً للسخرية، فالسياسة الخارجية، مثلها مثل جميع السياسات، يجب أن تتكيف مع الواقع المتغير في سورية اليوم والواقع يقول: إن سورية لم ترضخ لمطالب الأمريكيين والغربيين على مستوى الحرب لكن من جهة أخرى هناك الملايين يعانون بعد كارثة طبيعية مروعة، ويجب على الدول الغربية قبول هذا الواقع والعمل وفقاً لذلك.
المصدر: موقع “أرشيف اليوم” الأميركي