منسق اللجنة الشعبية للإغاثة في ليبيا لـ”الثورة”: لم نر مثيلاً لصور نجدة الليبيين لسورية إلا إبان الثورة الجزائرية
الثورة- خاص:
أكد أحمد خليفة منسق اللجنة الشعبية للإغاثة ورئيس مجلس الأعمال الليبي وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في تصريح خاص لصحيفة “الثورة” أنه ومنذ أول لحظة نشر فيها خبر الزلزال في إعلامنا الليبي، كانت ردة الفعل تفوق كل وصف، ففي الساعات الأولى تشكلت لجنة شعبية للإغاثة، من مجلس رجال الأعمال الليبي، ومفوضية الكشافة واتحاد الطلبة وروابط شباب الأندية وشبيبة الهلال الأحمر، وانضمت إليها اتحادات المهندسين والعمال وفئات شعبية متعددة، وتم تحرك شعبي عاجل مدفوع بمبادئ عروبية لمساعدة الأخوة في سورية.
وأضاف خليفة لقد اندفع أبناء شعبنا بعفوية وقالوا لن نترك سورية وحدها، فنحن في خندق واحد، وكان التجاوب الشعبي فوق كل تصور، حتى إنني كمنسق للجنة ومن معي كنا نتوقع أن نجمع خلال 3 أيام شحنة نرسلها إلى أهلنا في سورية، وإذ بنا نُفاجأ بتحرك عاجل في كل مدن ليبيا الكبرى (طرابلس ومصراته وبنغازي والبيضاء وطبرق ودرنة وسبها)، فكانت هناك إمدادات إغاثة فاقت التوقع بأضعاف، وفاعليات شعبية هبت ورتبت كل شيء، لنجد أنفسنا في اليوم الأول نستجمع أكثر من ثلاث شحنات طائرات تفوق 120 طناً من الخيام والأدوية ومعدات إسعاف وإنقاذ وسيارات إسعاف ومستشفى ميداني.
وأشار منسق اللجنة الشعبية للإغاثة إلى أن الحملة تمكنت من القيام برحلتين قبل أن تمضي 24 ساعة على الكارثة، وصلت أولاها مطار حلب الدولي العاشرة مساء يوم الزلزال، والثانية وصلت فجراً.. بمعنى خلال 24 ساعة تم الجمع الشعبي من المدن وإتمام الإجراءات اللوجستية والتصاريح من الدولتين وتعبئة المعونات المختلفة بالطائرات، واستمرت رحلات الطيران حتى وصلت الآن إلى 7 طائرات إلى مطار حلب، إضافة إلى نقلٍ لوجستي لجزء منها بالبر إلى اللاذقية وجبلة، وتم فتح حسابات بنكية لجمع التبرعات بخمسة بنوك وفتح حساب بنكي للجنتنا في سورية لتحويل المبالغ إليه.
وأضاف كانت تبرعات المواطنين بالأموال والمساعدات، ولم نر ونشاهد مثيلاً لما حدث ويحدث في ليبيا إلا إبان الثورة الجزائرية واندفاع الليبيين قبل النفط بالتبرع بأعز ما يملكون للجزائر على مدى سنوات ثورتها.
وقال: نعم التحرك والاندفاع الشعبي يحقق الكثير، فقط علينا أن نتخلى عن اقتصار عملنا وجهدنا في إصدار البيانات وعقد المؤتمرات الخالية من الزخم الشعبي، مبيناً أنه تم التنسيق مع حملات التبرع والإغاثة في مصر، حيث قام مجلس رجال الأعمال الليبي السوري الذي يضم رجال أعمال وأصحاب مصانع سوريين في مصر بتجميع إعانات وإغاثة لأكثر من ثلاث رحلات طارت أولاها اليوم وستطير الأخريان غداً عبر الطيران السوري، ورحلتان عبر الطيران الليبي من القاهرة.
واختتم خليفة تصريحه قائلاً: إن هذه الهبّة الشعبية العروبية والتي بالتأكيد بتحرك النخبة العروبية والبناء عليها وتحفيزها والتنسيق بينها ستكون هي الزلزال الحقيقي تحت أقدام الصهيوأميركي وأتباعه وستهزم مخططاتهم، وما تمّ وما سيتم تقديمه لسورية هو واجبنا نحوها، فهي السباقة والدائمة على إغاثة الملهوف والمستضعف، ولا شكر لنا بل الشكر كل الشكر لسورية لأنها فينا وبيننا ومعنا، قلبنا العربي النابض وعنوان صمودنا وكرامتنا وانتصارنا، فسورية لا تُغاث، بل تُغيث، دائماً تُغيثنا بصمودها في وجه أعداء الأمة.. تغيثنا بانتصارها على الإرهاب.. تُغيثنا حينما واجهت وحدها حملة وهجمة كونية فصمدت ولم تركع ولم تسقط، وإلا سقطنا كأمة بعدها، وكم نحن العرب بحاجة لأن نعود إلى سورية لأنها بقيت ثابتة وصامدة على ثوابت أمتها ومبادئ عروبتها.