“جواب لكل سؤال “

يوم كتبت قصة للأطفال بعنوان: (جواب لكل سؤال) منذ سنوات ثلاث لم أتوقع آنذاك أن يجعل عمنا (غوغل) من هذا الخيال حقيقة ليقوم بتحميل موقعٍ له العنوان نفسه، وأنا كنت آنذاك أتنبأ بولادة جهاز ذكي ينطوي على برنامج أكثر ذكاءً بإمكانه أن يجيب عن أي سؤال يخطر على البال وينتظر الجواب، فإذا بهذا الأمر يصبح موجوداً على أرض الواقع.

فليفرح المبرمجون بما حققه الذكاء الصناعي لهم وهو يدعمهم بموقع إلكتروني خاص بهم يستطيع إجابتهم عن كل ما يحيرهم، بل إنه يكاد يمسك بأيديهم ليدلهم على أفضل طريقة للبرمجة، وسبيل لها بمجرد طرح أبسط سؤال، ليجدوا بالتالي الحلول الأكثر دقة، وملاءمة لما يبحثون عنه، ويريدونه.

وهنا لا أتحدث عن المبرمجين المختصين، والمحترفين كأمثال (غيتس)، و(هوبر) بل عمن لايزال مستجداً، أو هاوياً سيصبح محترفاً إذا ما أسعفه المبرمجون المخضرمون بمثل هذه المساعدات التي تحفز على الابتكار، وربما بيعت برمجياتهم فيما بعد في سوق المال، والأعمال لتصبح تجارة ذات أرباح.

هكذا سينتعش هذا الفضاء، ويزيد بفضله الشغف في البرمجة، والتشجيع على الدخول إليه، وهذا ليس بالأمر السيئ لاشك بل إنه يطور من المهارات، أو يُكسب مهارات أكثر كفاءة، وكم من البرامج الجديدة، والمبتكرة سنتوقع ظهورها في المستقبل القريب بعد صدور مثل هذه المواقع التي تجعل من الصعب سهلاً، وهي تساعد في حل مشكلات، أو ابتكار برامج لمشروعات جديدة يتم استثمارها، وربما دعمها من قبل حكومات، أو شركات كبرى.

وهذا بدوره سيساعد على تأسيس شركات صغرى، وإذا ما نجحت لن تلبث أن تصبح كبرى، ولاسيما أن دول العالم لا تتوانى عن استقطاب العقول المبتكرة التي تأتي بما هو من غير المألوف من الأفكار، والإبداعات، لتدعمها بعروض سخية من حيث خلق مناخات مناسبة لنموها، وبإغراءات مادية أكثر سخاءً مهما كلفت في حينها لأنها ستعود في المستقبل على هذه الدول بمردود، أو عائد كدخل قومي لها أكبر بكثير من تكلفة جذبها.

التطور يحتاج باستمرار لأفكار جديدة، وإبداعات تتفوق عما سبقها، والتراكم المعرفي هو السبيل للتطور، والنماء، والصعود فوق سلم الاختراع، وكما للحياة دورة تنتهي معها كذلك البرمجيات لها دورة حياة تصل إلى نهايتها ليأتي ما هو بعدها وهناك مَنْ يطورها دون انقطاع، ولا توقف، والسوق تتسع، والنبع لا ينضب بشرط أن تكون السبل مفتوحة وميسرة أمامها، والبرمجة بلغاتها المختلفة، وبمجالاتها، تتسع دائرتها فهي في الألعاب الإلكترونية، وفي الفيزياء، وفي الرسوم، وفي الذكاء الصناعي، كما في الطب، والهندسة، والتجارة، والقائمة تطول ولا تقصر، لتشمل كل جوانب الحياة المعاصرة التي دخلت الرقمية إلى كل تفاصيلها بما فيها تلك الصغيرة، وحتى الصغيرة جداً منها أيضاً.

ومادمنا قد خطونا أميالاً في مجالات البرمجة وهي تتطور باستمرار فلابأس من استقطاب العقول المفكرة لها والموهوبة، إذ ماذا سيفيد العالم لو بقيت الأفكار ضمن صناديقها المغلقة عوضاً عن تفتح هذه الصناديق لتنطلق منها إلى العالم؟.

إسأل حتى تعرف.. وأتي بالجواب قبل أن يأتي السؤال.. فلكل جواب سؤال.. وهذه هي الحال في مثل هذه الأحوال.

* * *

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد