يبدو الحديث عن سقوط ورقة التوت عن الولايات المتحدة ومن خلفها الغرب “الديمقراطي” و”الإنساني”، أمراً مجافياً للواقع لأنه لم يعد يحاكي حقيقة تلك الدول من الأعماق، فورقة التوت التي يتحدث الكثيرين عن سقوطها بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سورية، لم تسقط الأن، بل هي سقطت منذ عقود طويلة- هذا في حال كانت تلك الورقة موجودة أصلاً؟!- وتحديداً عندما بدأت تلك الأنظمة باستعمار واستعباد الكثير من الدول والشعوب، وعندما قتلت ملايين البشر وعندما دمرت ونهبت خيرات وثروات الأمم، وعندما استباحت كل القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية تحت عنوان الدفاع عنها وحمايتها.
فالعالم اليوم بات أمام حقيقة من نوع آخر، وهي حقيقة الحكومات الغربية التي بدت غائبة ونائمة تماماً، والتي لم تبد أي ردة فعل إنسانية أمام هول الفاجعة ولم تحرك ساكناً، سواء للتعبير عن إنسانيتها المفرطة كما تدعي،أو حتى للمسارعة من أجل التدخل الإنساني والمساعدة، ورفع العقوبات وفك الحصار عن الشعب السوري، وكأن الكارثة كانت خارج سياق الإنسانية، ليبقى ذلك السؤال المريع مشروعاً، ماذا لو حدث مثل هذا الأمر في أي مكان من تلك الدول؟، ألم تكن لتقم الدنيا وتقعد.
الفاعلون في الفرب لم يعودوا حياديين في تداعيات السياسات الكارثية لدولهم، بل باتوا شركاء في صناعتها وارتداداتها وإرهاصاتها التي تحاول أميركا وحلفاؤها الغربيون دائماً توجيهها كما تريد سفنها.
إنها إنسانيتهم المزيفة التي تهاوت تحت أنقاض قيمهم ومبادئهم التي لم تكن إلا مجرد شعارات لاحتلال الشعوب واغتيال الإنسانية.