لم تنزع الكارثة الأليمة التي خلفها الزلزال قشور الإنسانية عن من استثمروا بالحرائق الإرهابية، وأوغلوا في نزيف الشريان السوري وعوموا الإدعاءات المغرضة والاتهامات الباطلة لتمرير أجنداتهم فحسب، بل أماطت اللثام ليرى العالم كله قباحة سلوكياتهم ووحشية إجراءاتهم عندما تقاس الأمور على مقياس إنسانية ضربتها لسنوات زلازل إرهاب عسكري واقتصادي في سورية، ولم يهتزلها ضمير بالغرب المنصاع للمشيئة الأميركية، ولم تثر حمية لإنسانية تستباح وحقوق تنتهك وثروات تنهب جهاراً، فمن لم ير للآن من غربال الحقائق الساطعة أعمى بعيون أميركية.
لسنا بوارد تعداد جرائم أميركا من قيصر إرهابها المعلن الى نهبها مقدرات وثروات السوريين وليس انتهاء بتضليلها الإعلامي عن وقف جزئي لعقوبات أحادية جائرة تفرضها ويحابيها البعض الأوروبي لتمنع نهوض السوريين وتعافيهم، لكننا بوارد تحميل الهيئة الأممية بمنظماتها المعنية أوزار اي تخاذل لنصرة السوريين التي تستهدف سبل حياتهم قوة غاشمة تصادر الضمائر قبل مصادرة القرارات لتكون على قدر مسؤولياتها الأخلاقية وإصلاح العطب الذي أصاب مفاصل نزاهتها ودورها الإنساني المفترض.
كم هزة عنيفة بحجم كارثة كان يحتاج الضمير الأممي ليصحو من سبات التواطؤ وغيبوبة التغييب..اليوم الأمين العام لهيئة الامم المتحدة أنتونيو غوتيريش أطلق نداء طالباً تكثيف الدعم ورفع سقف الإنسانية لإغاثة المنكوبين-بالسياسات الغربية الظالمة قبل تضررهم من الزلزال- لعله يخترق الصمم الغربي، فالمعاناة الإنسانية الناجمة عن الكارثة هائلة يجب منع تفاقمها بعوائق نقص التمويل والإمدادات، كذلك اليونيسيف صرحت بأن هناك 2.5 مليون طفل سوري متضرر بحاجة للدعم بكل أشكاله، ومنظمة الصحة العالمية شهدت بنقص المعدات والأجهزة في المشافي السورية نتيجة الحصار الجائر.
نرجو أن تكون صحوة ضمائر أممية لو متأخرة وتصويب لمسار عمل المنظمات وكسر لقيود السطوة الأميركية.
الدولة السورية على قدر مسؤولياتها الجسام وعلى أهبة استعداداتها وواجباتها تجاه كل مواطنيها على ترابها الوطني، لم تدخر جهداً لتضميد جراح السوريين وتخفيف معاناتهم برغم قلة الإمكانات والمستلزمات، وهي إذ تضع المنظمات الدولية المعنية أمام واجباتها، فإنها ترفض أي ذرائع مسيسة تمنع مد العون للسوريين لتجاوز معاناتهم.