ما أحوجنا اليوم إلى قراءة الأحداث بعين ثانية تنحّيها عن دائرة نظرة وظلم وبشاعة مواقف دول الغرب وننظر في عمق العلاقات الإنسانية التي جمعت وتجمع السوريين في مضمار الحبّ والتحدّي وإنقاذ صباح الدمار والفجيعة، ونجد إجابات للأسئلة الملتبسة في عقول كثيرين لسنوات طـوال.
القراءة اليوم بتلك العين توضح الصورة بشكلها الأنصع ،الممتلئة بكلّ هذا الحبّ لسورية وحبّ السوريين للسوريين، وحبّ الأشقاء من الدول والأصدقاء الذين نثمّن فزعتهم في مثل هذه الأيام العصيبة ونعتّز ونقطف ثمار عروبتنا التي نتمسّك بها وندفع أثماناً لقوميتنا وعروبتنا…
صرخة الوطن المدويّة ورجع نداءاتها وصدى تنوّع صلواتها ومواقفها ليس فيه هروب أو استسلام، بل إنّه بحث عن الخلاص لآلام الأمم والشعوب المحاصرة من قوى الإمبريالية العالمية وصهيونيتها التي لاتتوقف عن خذل الشعوب وترمي بهم إلى التيه والموت وتحاصرهم من كلّ حدب وصوب ليصعب عليهم تخليص أنفسهم من أيّ كارثة…
رحل من رحل وبرحيلهم حُرمنا من ملاقاتهم ومداواتهم ومن إشراقة مستقبلهم وعطاءاتهم، ومن بقي نرجو تضميد جراحاتهم ومواساتهم وخلق فرصة عيش ومداواة فنحن لهم السند والعضد…
العين الثانية تُنبئ بقصر مسافات المعاناة والألم وكلّ النهايات التراجيدية لفصول الحياة لنستنهض الهمم كعادتنا ونعبّد طرقاتنا ونعمّر بيوتاتنا ونعيد لها بالتناوب بين الماضي والحاضر الضحكات والذكريات، ونشيّد مناراتنا مدارسنا وجامعاتنا وكلّ مؤسساتنا بالنور الذي يمحو عتمة وظلم العالم، فقلب الأرض مازال ينبض بنا، وتراب سوريّتنا نتحسّسه أمواتاً أحياء معمّرين لهذا الكون….
السابق
التالي