رامية سليمان في لوحاتها.. بين الواقعية والعفوية اللونية

الثورة- أديب مخزوم:
تستعيد الفنانة رامية سليمان مواضيع بعض لوحاتها، من معايشة الانطباعات العابرة لهواجس صياغة لوحة المنظر الطبيعي والمرأة والبورتريه والعناصر الحيوانية، على الطريقة العفوية والحديثة أو الواقعية الجديدة.
وفي لوحات أخرى يغلب عليها الهاجس الطفولي، تسير في إطار هاجس اختصار الموضوع وتبسيطه وإعادة صياغته بلمسات لونية عفوية متتابعة ومتجاورة، لإيجاد حلول حديثة للتأليف أو للتكوين الباحث عن ملامح لمناخ تعبيري ، لا يتبلور فقط عبر الحركات واللمسات والضربات اللونية المباشرة، وإنما عبر التأكيد على تنويعات البحث عن تغييرات في المعالجة للوصول إلى جمالية الإيقاعات اللونية الكامنة في موسيقا اللوحة وما يتداخل فيها من تموجات شاعرية.
والشعور بضرورة الذهاب أبعد من الإشارات الواقعية للمنظر ( الخلوي أو الريفي ) يدفعها في اتجاه شاعري وغنائي وتعبيري وانطباعي لتحسس موسيقا اللون وتقاسيمه المرئية المسموعة بالعين ، أو ما يسمى بالموسيقا البصرية التي تشكل مدخلاً أساسياً لتفهم أو لتذوق اللوحة الفنية الحديثة .
وتتجه رامية في لوحاتها الأحدث، نحو مظهر تجسيد المشهد بمنظور مغاير لما تراه العين عبر التركيز لإظهار حركة الغيوم الكثيفة أحياناً في سماء عاصفة، والغوص في المسائل التقنية ، الاتجاه إلى تركيب الطبقات اللونية الموضوعة فوق بعضها البعض وغير ذلك من أفكار جمالية حديثة، تتعاطى مع مساحة اللوحة كنور ولون عفوي ومناخ شاعري وضبابي مفتوح على نبض الألوان المحلية (الإرتباط الجغرافي بالأمكنة) والتعبير عن حداثة الرؤية التي تنتمي إلى ثقافة وجماليات فنون القرن الماضي والحالي .
إذ أن الغالب في هذه المجموعة من لوحاتها بقياساتها الكبيرة، والتي شاهدناها في بعض المعارض الجماعية، التي أقمناها في ثقافي كفر سوسة وثقافي الميدان وغيرها من المعارض التي شاركت فيها (هو ذلك التسجيل العفوي المباشر المشغول بكثير من التلقائية والتحرر من الضغوط التسجيلية ) .
وهي تبدو في لوحاتها الأحدث أميل إلى التعبيرية – الانطباعية أو الواقعية ـ التعبيرية، كونها تضفي المزيد من اللمسات العفوية على حركة خطوطها وألوانها ، وهي لا تذهب إلى نقل التسجيلات البصرية اللحظوية المتبدلة والمتغيرة ، بقدر ما تذهب نحو تحريك فضاءات وحقولاً لونية في اتجاه بناء عالم داخلي ، فتقيم حواراً داخل اللوحة بين انفعالاتها الذاتية والمشاهد البصرية، التي تستعيد جماليات المنظر الطبيعي والريفي ، مركزة أكثر على الشاعرية والغنائية اللونية.
هكذا تبتعد في تجسيد المشهد الطبيعي وموضوع المرأة عن تقديم صياغة تصويرية تقليدية ، وهي بذلك تكسر السياق الموضوعي ، لتركز أكثر على الإيقاعات اللونية العفوية ، فالتأليف يخرج من ذاتها وأحاسيسها ورؤاها الفنية.
وعلى هذا الأساس تحول المشهد إلى مجرد مدخل لتقديم رؤى وتآليف فنية ، تعتمد بالدرجة الأولى على التجسيد والابتعاد عن التجريد عبر لمسات أو ضربات اللون ، فتبدو المرتفعات والمنخفضات والمنبسطات والأشجار والبيوت والخراف والغزلان وحركة الغيوم ومدى الأفق متمازجة مع ذاتها المنفعلة ، حيث تتعامل مع ألوانها على أنها مادة طرية قابلة للتطويع ، ويظهر ذلك التزاوج البارز بين اللون والضوء في فراغ السطح التصويري.
حول تحولات تجربتها الفنية تقول رامية : ” أنا اشتغلت مجموعتي الأولى كتجربة ، وبحث في تقنيات مختلفة على سطح اللوحة، لإخراج الموضوع بطريقة خاصة .أما مجموعتي الثانية كانت فقط مناظر طبيعية ، رسم مباشر أو صور اختزنتها والتقطها وكانت فقط بالألوان . ومازلت أرسم حاليا مناظر طبيعية وبورتريه لأقوي تجربتي مع اللون (زيتي – باستيل زيتي – رصاص) .. مازلت أبحث عن هويتي الفنية الحقيقية، من أنا وأين أنا وماذا أريد حقاً بالنسبة للفن . لذا اختصرت أدواتي واقتصرت على (الزيتي) للوحاتي النهائية . والباستيل الزيتي والرصاص للرسم السريع والاسكيتشات وابتعدت عن الكولاج وأنا مازلت أبحث “.
رامية سليمان ، حائزة على إجازة في الفنون الجميلة من محترفات كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2004 . وعلى خبرة في الرسوم المتحركة من شركة تايغر برودكشن في التحريك والتلوين . وعلى شهادة دورة تحضيرية من معهد الإدارة العامة ـ Ina – ولقد شاركت في العديد من المعارض الجماعية في سورية إلى جانب عملها في التدريس الفني . كما دخلت بعض لوحاتها ضمن مقتنيات جهات رسمية وخاصة.

 

آخر الأخبار
البريد السوري في معرض دمشق الدولي: خدمات رقمية وشراكات تدعم الاقتصاد المحلي الحرف اليدوية السورية...فن يروي قصة الإبداع والهوية الثقافية بنية تحتية متهالكة وجهود كبيرة لاستقرار التيار الكهربائي في طرطوس أزمة نقل على خطّي وادي الذهب وضاحية الوليد بحمص بوابة للتعاون السوري - السعودي عقود وفرص جديدة أسباب ونتائج اختلاف أسعار السلع الغذائية بين الريف والمدينة غداً.. منتخبنا الأول يلاقي نظيره الإماراتي  اليوم.. أولمبي كرتنا يبدأ مشواره الآسيوي بحري يُفنِّد الشائعات ويغلق باب التسويق بوجه السماسرة  ناشئات كرتنا تبدأن تحضيراتهنّ منتخب الناشئين يبدأ أولى حصصه التدريبية  ربّان السفينة الحمراء: انتظروا المتعة من سلة حمص الفداء سلة أوروبا للرجال.. إيطاليا تُسقط إسبانيا وتتأهل لدور الـ(16)  فلاشينغ ميدوز (2025).. بيغولا تواجه سابالينكا في نصف النهائي  سلة آسيا دون (16) عاماً.. خسارة للبنان والسعودية مؤتمر "سكريبت" في حلب.. صناعة محتوى وطني في عصر التأثير الرقمي تظاهرات بروكسل.. صرخة لوقف "مشروع تدمير الأوطان" من قبل وكلاء النظام الإيراني  وزير المالية يعلن فتح صفحة جديدة لملف القروض المتعثرة تعزيز التعاون بين وزارتي التربية في سوريا وتركيا الأمن الداخلي بريف دمشق يحبط عملية تهريب أسلحة إلى مناطق “قسد” الداخلية ترحب بتقرير "العفو" الدولية حول الأحداث في السويداء