الثورة – لجين الكنج:
وسط جراحٍ تعجز الألسن عن وصفها، وندبةٍ ستبقى غائرةً في قلوبنا ويبقى أثرها طويلاً، وبينما كانت سورية تلملم جراح الزلزال المدمِّر الذي أودى بحياة الكثيرين، وحوَّل العديد من الأحياء إلى مناطق منكوبة، جاء العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف أحياء سكنية في دمشق وضواحيها ليثبت للعالم أجمع مدى استهتار الكيان المحتل بالقيم الإنسانية، وليس غريباً على حكامه أن يرتكبوا جرائم ضد الإنسانية خلال تأدية السوريين واجبهم الإنساني بالعمل على تدارك ومعالجة تداعيات الزلزال المدمر.
فخلال الزلزال سارع السوريون إلى مداواة جراحهم، ومساندة المنكوبين، وقاموا بمبادرات شعبية وأهلية كثيرة، وعبَّروا عن قيمهم الإنسانية مثلهم مثل الكثير من الأصدقاء والحلفاء والأشقاء، على عكس أميركا وكيانها الإسرائيلي الذين لا يقيمون أي وزن للقيم والأخلاق الإنسانية، بل استغلوا الوضع الإنساني الكارثي، وأوعزوا إلى المحتل الصهيوني بالعدوان على سورية الذي قصف حتى منشآت التراث المسجلة على لوائح اليونسكو ليعبِّر عن حقده حتى على الحضارة الإنسانية.
إن عقولهم لا تحتمل أن ترى مشهد تعاضد السوريين، ولا مشهد اندفاع الدول الشقيقة والصديقة لمساعدة سورية رغم أنف العقوبات الأميركية والحصار الجائر، فقاموا بالاعتداء الإجرامي على أحياء سكنية في دمشق، تحت حماية واشنطن التي تدَّعي الإنسانية زوراً وبهتاناً.
يرسلون صواريخ الغدر، ويستهدفون الأحياء السكنية والمراكز الثقافية في الوقت الذي يلملم فيه السوريون جراحهم بعد الزلزال، ويصمت الغرب، وعلى رأسه واشنطن على العدوان على بلد بعض مدنه منكوبة، بفعل كارثة الزلزال، وبفعل الحرب الإرهابية المستمرة منذ نحو 12 عاماً، ليؤكدوا للعالم أنهم دوماً فوق قوانين الشرعية الدولية.
لن يستنكر الغرب، ولن يجتمع مجلس الأمن ليطالب بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين، ولن يستنفر مجلس حقوق الإنسان، ولكن ستأتي ساعة لابدَّ للإنسانية فيها من أن تحتج وتدوس على شعارات الغرب المزيفة، حيث مطلقوها لا يأبهون لصرخات الأطفال والنساء والشيوخ وهم يستغيثون تحت ركام أنقاض بفعل زلزال طبيعي أو عدوان غاشم، وستبقى سورية تنبض بألوان المحبة والسلام رغم إرهابهم.
