الملحق الثقافي- د. جميل حداد:
وطنٌ تهدّم مُذ أتاه عُسارُ
فالموت يأخذه كما يختارُ
وينوء بالحمل الثّقيل مكابراً
والدمعُ ملء جفونه مدرار
ويلٌ أناخ بثقله في ليلةٍ
ليلاءَ صاغت عتمها الأقدار
وجراحُ أهلي النّازفات كأنّما
جُنّ الدجى وتتالت الأعذار
طفلٌ يصيح مضرّجاً بدمائه
وعلى جبين العاديات العار
وطوى التراب شيوخنا وشبابنا
ونساءنا والمرضعون صِغار
وتربّع الهول المريع بقطرنا
يخفي وراءه ما طوى الإعصار
ياأمة العرب التي كنّا لها
سنداً وتعرف نبلنا الأسفار
كيف ارتضيتِ بأن نموت كنخلةٍ
عطشى وتجري حولنا الأنهار
لله درّ عروبتي كيف انحنت
ذلاً ومات رجالها الأغيار
فالشامُ يوم كريهةٍ كانت لكم
نِعمَ المضيفة بل ونِعمَ الدار
للشام ربٌّ حارسٍ يُعنى بها
فهو الّذي من فضله يختار
مايرتضيه ليومنا نرضى به
فهو الكريم الواحد القهار
وهو الّذي عند الحساب يقودنا
جمعاً لتفصل بيننا الأوزار
العدد 1133 – 21-2-2023