الثورة – فؤاد الوادي:
لطالما تميزت العلاقات السورية العُمانية بالشفافية والمصداقية التي كانت ولا تزال تحكمها الجوامع والمشتركات القيمية والتاريخية والحضارية والإنسانية بين الشعبين السوري والعماني.
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية قبل نحو اثني عشر عاماً، كان الموقف العماني تجاه ذلك الاستهداف الممنهج لقلب العروبة النابض واضحاً جداً، وكانت الحكمة والموضوعية وقراءة الأحداث بشكل أعمق وأوسع وأشمل، هي ما يميز ويطبع السياسة العمانية تجاه التعاطي مع الدولة السورية التي كانت تنظر إلى الموقف العماني بعين الإكبار والود.
لقد حظيت مواقف سلطنة عمان باحترام الشعب السوري كونها كانت تعكس وتمثل الجانب المشرق والحقيقي للعلاقات الأخوية التي يجب أن تسود بين الأشقاء والإخوة في الدم والأرض والتاريخ والمستقبل المشترك.
لن ينسى الشعب السوري كل الذين ساندوه ووقفوا معه طيلة سنوات الحرب والحصار الأميركي والغربي المتواصل حتى اللحظة، وكذلك لن ينسى أولئك الذين وقفوا معه لانتشاله من تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضربه في السادس من شباط الحالي، وخصوصاً سلطنة عمان وشعبها الطيب الذي سارع إلى مد يد المساعدة والعون إلى أشقائه السوريين الذين زادهم الزلزال وجعاً فوق أوجاعهم، وبما يعكس ويجسد القيم النبيلة والمشاعر الأخوية التي يتصف بها الشعب العماني الشقيق.
لقد أضحت العلاقات السورية العمانية أنموذجاً يُفترض أن تحتذي به الكثير من دول المنطقة والعالم، لجهة الاحترام المتبادل والحرص المشترك والدائم على تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، والوصول بتلك العلاقات إلى أعلى المستويات وفي كل المجالات وعلى كل الأصعدة.
لقد جسدت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى سلطنة عمان كل تلك المعاني الأخوية الصادقة التي تطمح لأن تسمو بعلاقات وأواصر البلدين بما يحاكي وينسجم مع الرؤيا الحكيمة والثاقبة التي يتمتع بها الرئيس الأسد وأخوه السلطان هيثم بن طارق، وبما يعزز روح التضامن والعمل العربي المشترك والذي من شأنه أن يعيد لهذه الأمة رفعتها وأمجادها وحضورها بين الأمم.