ما بعـــد الزلزال.. الدعم النفسي والمبادرات الإيجابية «بلسم للجراح»

الثورة – رولا عيسى
أثرت تداعيات الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من الشهر الحالي بشكل كبير على الحالة النفسية للناس سواء من تضرروا منه بشكل مباشر نتيجة الدمار الذي حل حولهم وفقدانهم الأقارب وأصدقاء أو من كانوا أقل ضرراً منهم، لكنه ترك أثراً سلبياً يعاني منه الآن أغلب السوريين خاصة مع استمرار حدوث هزات قوية وتداول مواقع التواصل الاجتماعي لتوقعات تزيد من رعب الناس بالرغم من أن الزلزال بحد ذاته من الكوارث الطبيعية التي لايمكن التنبؤ بها وتحديد مسارها.
تأهب دائم
وفي هذا السياق تقول السيدة مها حسن: إنه بعد أسبوعين من حدوث الكارثة لا زال الخوف يسيطرعلينا وعند حدوث الهزات الارتدادية باللاشعور تسارع مع زوجي وابنتي الصغيرة وأنا في الشهر الثامن من الحمل إلى خارج المنزل ونجلس في أقرب حديقة حتى أنني قمت بتهيئة سلة تحوي ما يلزمنا عند الخروج بما فيها تجهيزات الولادة فعند خروجنا من المنزل في المرة الأولى لم نكن مستعدين وشعرنا بالجوع والاضطراب الكبيرين.
أرق النوم
وتتابع حسن من الآثار النفسية التي تعرضت لها الشعور المستمر بالدوخة وأن هناك اهتزاز حتى عند حالة الهدوء وصعوبة في النوم بسبب الخوف وتذكر المشاهد المرعبة التي رأيناها بسبب الزلزال.
تردد في التصرف
السيدة نهال محمد تعاني من اضطراب وخوف شديدين مع مجيء الليل وعند حدوث هزات ارتدادية تتهيأ لتخرج من المنزل لكنها تعود لتطمئن أبناءها وتخبرهم لقد مرت الهزة بأمان.
مخاوف الأطفال
الطفل زين في الصف السابع الإعدادي يسكن في دمشق ويتحدث عن خوف داخلي ينتابه عند السماع بحدوث هزات ارتدادية حيث يبقى في لباس الخروج ولايستطيع البقاء لوحده في الغرفة ويقوم بترتيب محفظته استعداداً للخروج في أي لحظة، ويضع فيها الأغراض المحببة منها قميصه الرياضي المفضل، ويقول شقيقه علي مشجعاً أهله علينا أن لانهول موضوع الهزات وبنفس الوقت أن لانستهين بها.
شبح يلاحق الناجين
الاختصاصية النفسية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان في حديثها للثورة بينت أن الزلازل من أكثر الكوارث رعباً وتدميراً للمكان الذي تحدث به، عدا عن أنها باتت بمثابة شبح يلاحق الناجين منها لأنهم أصيبوا وبدرجات متفاوتة بأعراض وآثار نفسية وعضوية جعلتهم في حيرة وارتباك من متابعة حياتهم بشكل طبيعي، وهذه الآثار تأتي على شكل موجات متتالية بين الخفيفة الشديدة وهي ردة فعل طبيعية للجسد عندما يتعرض لهول هكذا كارثة، بالصوت والهدير المرعب والاهتزاز واللا توازن الذي أصابه جراء الدمار والسقوط والأذية وعدم معرفة ما يجري..
ووصفت الدكتورة شعبان ما يتعرض له الإنسان بعد حدوث الزلزال فتظهر آثار وأعراض نفسية من دوار بعد الزلزال ودوخة وإقياء وخوف وتعرق وعجز وهلع وتوتر واكتئاب ومشاكل مختلفة بالرؤية، اضطرابات بالنوم وطنين بالأذنين وربما يصل البعض للإصابة باليرقان والسلس البولي خاصة عند الأطفال وكبار السن..
ضغوطات عصبية
وترى الدكتورة شعبان أن كل هذه الآثار النفسية والعضوية السلبية بسبب إغراق الجهاز العصبي والجملة العصبية بضغوطات وإجهاد واستذكار صور الكارثة حتى أصبح المصابون فاقدي الثقة بأنفسهم والبيئة المحيطة بهم.
خلق أجواء إيجابية
السؤال الأجدر كيف نتجاوز هذه الآثار ونحاول التخلص والتشافي منها؟
تجيب الاختصاصية النفسية والاجتماعية قائلة: غالباً ما يتجسد بمن يقدمون المساعدة من متطوعين وفرق إنقاذية وأشخاص لديهم الطريق الصحيح بتقديم العلاج النفسي والتخفيف من عبء الكارثة، فنحن بحاجة لخلق الأجواء الإيجابية المريحة المليئة بالدفء العاطفي والاحتواء الروحي وإعطاء الكثير من الماء والسوائل الدافئة والعصائر المفيدة الغنية بفيتامين»c» وإعطاء مضاد للدوخة والدوار ووصف مضادات للاكتئاب من قبل اخصائيين ومد جسور للتواصل الفعال مع المصابين بطرق مدروسة تستطيع فتح المجال للتفريغ العاطفي والتكلم عما يجول داخلهم لتجاوز ما مروا به من صدمة ما بعد الزلزال.
وتشير الدكتورة شعبان إلى نقطة مهمة تتعلق بالإجابة عن أسئلة الأطفال بسياسة تحليل الموقف وتقديم الدعم والطمأنينة والأمان وبهدوء وصدق والابتعاد عن مشاهدة صور الدمار عبر الإعلام أو وسائل التواصل المتوافرة لأن كل طفل يتعامل مع الكوارث حسب مرحلته العاطفية والنمائية فكل مرحلة تؤدي لفهم جديد للعالم المحيط.
المبادرات بلسم للجراح
وتعتبر الدكتورة شعبان أننا بحاجة للتكاتف الاجتماعي والتراحم الآدمي كي نصحو ونتعافى، وهذا له دور كبير وهذا ما لاحظناه ضمن المبادرات الاجتماعية والتطوعية المقدمة من أفراد وشرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم وثقافتهم وجنسهم وخبراتهم ومن معهم من أهل الاختصاص بالطب نفسياً وعضوياً.. هبوا جميعاً من كل بقعة جغرافية للمساعدة والنجدة بما يملكون وبما تبرعوا به من بيوتهم ومساندة مع ما قدمته الجهات الحكومية والمؤسسات المختصة.. فكانت تلك المبادرات بكل صفاتها وتسمياتها بلسماً للجراح ويداً تضمد النزف بالدفء والمحبة.
المعلومة الصحيحة
ووصفت الدكتورة شعبان تجربة كارثة الزلزال المدمر بأنها كانت تجربة قاسية عشناها بعد حرب دامت أكثر من عشر سنوات و علينا الآن التسلح بالإرادة والقوة، وتحصين أنفسنا وكوادرنا بالخبرة والتدريب وأخذ المعلومة الصحيحة التي تقينا أي خطر محتمل.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد