الثورة:
يعاني الكثير من الناس من اضطرابات الأكل لكن بحسب الخبراء، ثمة الكثير من المفاهيم الخاطئة في هذا الشأن. حيث تؤثر اضطرابات الأكل على قرابة 1 من 10 أشخاص في العالم.
إنّ “اضطراب الأكل هو اضطراب نفسي، يتّسم باضطرابات موجودة في سلوك الأكل والتغذية التي تسبّب ضعفًا كبيرًا في قدرة الفرد على العمل بشكل طبيعي”.
وعلامات التحذير من هذا الاضطراب تشمل المبالغة في تقدير الشكل والوزن، والقواعد الصارمة بشأن الطعام، وفحص المكونات، والسرّية، وتجنب المواقف الاجتماعية المرتبطة بالطعام والجسم. و تُعتبر اضطرابات الأكل من الأمراض النفسية والاجتماعية، .
فالسمات الموروثة بالإضافة إلى العوامل النفسية مثل المزاج، والشخصية، والعوامل الاجتماعية مثل التنمر، والوصمة، والصدمات، تتجمّع معًا للمساهمة بإصابة شخص ما باضطراب في الأكل.
فان اضطرابات الأكل ليست خيارًا. البعض قد ينظر إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل بأنهم يغيرون ببساطة عاداتهم الغذائية ثم يتم إصلاحها، لكن المشكلة أعمق بكثير من ذلك.
فاضطرابات الأكل يمكن أن تؤثر على أي شخص، موضحة أن محاولات تعديل الشكل أو الوزن المرتبطة باضطرابات الأكل منتشرة ومتكررة، وتتمتع بأثر كبير على حياة الشخص.
وحتى إذا كانت السلوكيات لا تندرج في إطار اضطراب الأكل القابل للتشخيص، فهذا لا يعني عدم وجود مشكلة. الأكل المضطرب هو “مجموعة من السلوكيات المتعلقة بالتغذية، والأكل، التي تختلف عما يعتبر أكلًا نموذجيًا، وقد يتسبب بإعاقات خطيرة، ويؤثر على قدرة الفرد على العمل بشكل طبيعي”.
حيث يتسم فقدان الشهية العصبي عمومًا بفقدان الوزن، وعادة ما يتضمن قيودًا شديدة على عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها والخوف الشديد من زيادة الوزن، وفقًا لما ذكرته جمعية اضطرابات الأكل الوطنية.
اما الشره المرضي العصبي، عبارة عن حالة دورية يأكل فيها الشخص بشراهة ثم يعوض ذلك بسلوك التطهير مثل القيء أو تناول المسهلات.
المصابين بالشره المرضي قد يستخدمون الحمام مباشرة بعد تناول وجبة طعام. وأضاف أنهم قد يستخدمون أيضًا أدوية مسهّلة أو مدرّات للبول.
وتُعتبر الشراهة أحد أكثر أشكال اضطرابات الأكل شيوعًا. وأفادت الرابطة الوطنية لاضطرابات الأكل أن شخصًا ما يأكل كميات كبيرة من الطعام بسرعة، حدّ الشعور بعدم الراحة غالبًا.
أن هذا الاضطراب يتميز بفقدان السيطرة عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام، وتحيط بهذه الحالة مشاعر الخجل والسرية.
إن اضطراب تجنب تناول الطعام المقيد، المعروف أيضًا باسم “ARFID”، هو أحد أحدث اضطرابات الأكل المعترف بها. وهذا الاضطراب يتميّز بتجنب مجموعات من الأطعمة. وأضاف أنه قد يساء فهم هذه الحالة على أنها “انتقائية في الأكل”، لكنها قضية أكبر.
قد يظهر المصابون بهذا الاضطراب قد يظهرون عدم اهتمام بتناول الطعام، أو يتجنبون خصائص حسية معينة في الطعام، أو لديهم مخاوف بشأن عواقب الأكل مثل القيء أو الاختناق.
فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الاجتنابي أو المحدّد عادة ما يكون لديهم مجموعة صغيرة من الأطعمة التي يشعرون بالراحة في تناولها، ويصابون بالضيق عند الخروج من منطقة الراحة هذه.
يمكن أن يسبب مشاكل في الحصول على الطاقة أو تلبية الاحتياجات الغذائية، وقد يؤدي إلى فقدان الوزن أو تعثر النمو، أو مشاكل في الأداء النفسي والاجتماعي.
إن اضطرابات الطعام، هي بمثابة تشخيص يُعطى عندما يعاني شخص ما من اضطراب كبير في الأكل، لكن السلوك قد لا يتوافق تمامًا مع معايير التشخيص للحالات المذكورة أعلاه.
وهناك أيضًا سلوكيات تمت مناقشتها بشكل شائع، لكن لم يتم تشخيصها بعد في المجتمع الطبي.
إن خلل التشوه العضلي يُعتبر أحد أعراض اضطراب تشوه الجسم، لكنه غالبًا ما يصف نمطًا يكون فيه الأشخاص لديهم سلوكيات مشابهة لفقدان الشهية أو الشره المرضي العصبي مثل تقييد السعرات الحرارية، واتباع قواعد صارمة، وممارسة التمارين الشاقة، وكذلك مراقبة تناول البروتين لتحقيق جسم عضلي.
فإذا رأيت هذه السلوكيات المقلقة لدى شخص تحبه، قم بإجراء محادثة عاطفية خالية من الأحكام تشرح السلوكيات التي تلاحظها.
إذا كنت قلقًا بشأن سلوكك، فمن المهم أن تطلب المساعدة المهنية. وأوصت بالتواصل مع المعالجين المتخصصين باضطرابات الأكل، حتى يتمكنوا من إجراء التقييم والتوصية الضروريين.