الثورة- ترجمة: رشا غانم
في غضون 24 ساعة، وبعدما أصدر معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي تقريراً يفيد بأنّ الصّين تمكنت من تحقيق تقدم مذهل في 37 من أصل 44 تقنية جديدة وهامة، تسارعت وسائل الإعلام الغربية لتغطية ذلك التقرير على أنّه تحدٍ هام، وبينما أدرج التقرير لائحة بالمجالات التي اكتسبت فيها الصّين زمام المبادرة، والتي تتضمن: الذكاء الصّنعي، والحوسبة الكمومية والروبوتات، اختارت بعض وسائل الإعلام الغربية التكنولوجيا الفرط صوتية كمثال، مشيرة إلى أنّه له علاقة كبيرة بالصّواريخ.
وعلى أيّ حال، لم تخبر وسائل الإعلام الغربية تلك جمهورها بأنّ التّقنية الفرط صوتية تُستخدم على نطاق واسع في الرحلات والملاحة الفضائية.
بدورها أعلنت وكالة ناسا بشكل واضح على موقعها الرّسمي، بأنّ البحث الفرط صوتي مهم جداً لكل من أبحاث الطّيران والفضاء والفلك للتّمكين من القدرة على السفر السّريع جداً على الأرض، إضافة إلى الاستكشاف الفضائي المستقبلي.
هذا وتحتفظ الوكالة بالمرافق المتخصصة والمتميزة والخبراء الذين يستطيعون استكشاف مجالات البحث الجوهرية الأساسية لحلّ تحديات الطّيران عالي السّرعة.
إنّها بالضبط تلك التكنولوجيا الفرط صوتية نفسها التي تستخدمها كل من الولايات المتحدة والصّين، ومع ذلك فقد ربطوا أبحاث الصّين في هذا المجال بالصّواريخ، على الرّغم من أنّ مؤسساتهم المتخصصة تستخدمها للسفر السّريع والرّحلات الفضائية.
كما أنّ الفرط صوتيات هي وحدها فقط من بين كلّ التّقنيات التي تُعامل بازدواجية في تقارير الولايات المتحدة، حيث إنّها جيّدة فقط عندما يتم استخدامها واحتكارها من قبل علماء أمريكا، وسيئة عندما ينجز من خلالها العلماء الصّينيون اختراقات في أبحاثهم.
وهذا الجدال يتجاهل حقيقة بأنّ الولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية في جميع أنحاء العالم، وغزت العراق وقصفت سورية، وباعت الصّواريخ لكلا الطرفين في الخلافات العسكرية في كلّ مكان بالعالم، إنّها صواريخ الولايات المتحدة المزودة بتقنية الفرط صوتي التي حصدت الكثير من الأرواح في كلّ مكان بالعالم، في حين أنّ تطبيق التقنية الفرط صوتية التي طوّرها العلماء الصّينيين على الآلات المدنية لتوسيع استكشاف الجنس البشري للعالم لا يجوز.
إنّ وراء التقارير المتحيزة الواضحة لوسائل الإعلام الأمريكية، ما يُسمى بعقلية الهيمنة الإمبراطورية، التي تشكلت منذ فترة طويلة، إنّهم طماعون للغاية، يريدون احتكار كل شيء، وهم جشعون لدرجة أنهم يريدون لأنفسهم فقط امتلاك كل أنواع التكنولوجيا التي يمكن تطبيقها على شحذ الأسلحة، ولهذا السبب يُنظر إلى التطوير السلمي للدول الأخرى واستخدام الأسلحة على أنه تهديدات يجب وقفها.
ولربما يحتاج قادة الولايات المتحدة إلى إلقاء نظرة على التاريخ، فلا توجد إمبراطورية تصمد للأبدية، وأولئك الذين يحلمون بإدامة إمبراطوريتهم اختفوا جميعاً، وليس هناك ما يشير إلى أنهم استثناء محتمل.
المصدر: تشاينا ديلي